لا خيار لنا سوى المقاومة. نقطة
في ظل الاحتلال العبثي ليومياتنا، والقتل الممنهج لأحلامنا، وسحق إنسانيتنا، على فترات متقاربة ونطاق واسع، وسلب الأمل منا، لا حل أمامنا سوى المقاومة. ومقاومة الرؤوس الكبيرة ورموز الاحتلال تأتي بخلخلة القواعد، وتحطيم الحجارة الصغيرة التي يشكل تجمعها قاعدة عظمى لذلك العفن المتنامي. قاومي يا روز، لا تستسلمي..
نبدأ أولاً بالأكل، فالطعام الجيد يرضي المعدة والعقل، ويجعله قادرًا على التفكير تفكيرًا سليمًا في تكتيكات الكر والفر، والضرب والهرب، ونشر السعادة في قلوب الشعب المحتل. يعني لو تناولنا شوكولاتة، الكثير جدا منها، بسكوت بالشوكولاتة بوريو وسامبا، آيس كريم شوكولاتة كيموكونو، أو قرطاس من قويدر الكوربة، تورتة شوكولاتة ونضعها في حجرنا لأكلها بملعقة الشوربة، أكواب من الكاكاو باللبن، مع الإكثار من جرعة الكاكاو والسكر، سينابو بالشوكولاتة السائحة، كوكيز برقائق الشوكولاتة*، براونيز بالآيس كريم الفانيليا، وأخيرًا آيس كريم مانجا وفراولة وأبو فروة ساخن وبطاطا صفرا تؤكل بالملعقة وفطيرة تفاح بالقرفة وشاي بالفراولة ولبن رايب، والكثير جدا من الزبادي.
أجيد المقاومة بالمكرونة، فالعالم يصبح مكانًا أفضل إذا ما عبأنا بطوننا بتلك المعجنات ذات الصلصات العبقرية: صلصة طماطم بالريحان والجبن السائح، صلصة بيضاء بالكريمة والمشروم والجبن السائح أيضًا، صلصة زيت الزيتون باللمون وخل التفاح، صلصة التونة بالفلفل الألوان وصوص الصويا، صلصلة البشاميل بالمشروم والذرة الصفراء وجبن الموزاريلا، وهكذا..
لديّ كريم جونسون للأطفال. افتح كتالوج شركة مستحضرات تجميل مشهورة، وأختار 5 كريمات للأيدي والوجه والجسم: برائحة الرمان والكركديه، مضاد للأكسدة، وآخر برائحة أحد العطور المشهورة، وثالث "مهدئ" بعشبة الليمون وشجرة الشاي، والرابع والخامس نسيتهما. أقرر إضافتهما لما أريد شراءه بمرتب الشهر القادم، ولا أعتبر هذا سفهًا على الإطلاق.
وجهي العزيز، به آثار "قشف" على خديّ وجبهتي. أزعم أنها من مواجهات الغاز في العام الماضي.**لذلك يحتاج للترطيب المستمر، وكفيّ أيضًا. يمتد الكريم إلى كوعي، واستعمل آخر على وجه قدمي وكعبيّ، ارتدي الشراب واتدثر جيدًا، أدير ظهري للعالم وأنام.
يجب أن تكون رائحتي حلوة. أضع المسك على مكان الفجوة، في صدري تحت عنقي مباشرة، وادهنه جيدًا. صحيح أن هذا لا ينفع في محاولة جعلي أترك السرير وانهض لبدء يومي، لكنه يترك رائحة منعشة، اشمها كل برهة وأنا ارتدي ثيابي. أضع أيضًا عطرًا برائحة الفانيليا الجبلية - لا أعرف صراحة إن كانت الفانيليا تنمو على الجبال أم لا - فوق المسك، فيكون المزيج عبقريًا ومهدئًا، وجميلاً جدًا.
للشاي بالفراولة فائدة عظمى: يجعلني أقاوم ملل الملفات التي أعمل عليها، ويرسل برائحة حلوة في محيط مكتبي الصغير، المزين بأكياس فارغة من الشاي ، وشجيرة عيد الميلاد، وصورة فاتن حمامة، وآية "ولسوف يعطيك ربك فترضى"، والجني زين..
يجب أن تكون رائحتي حلوة. أضع المسك على مكان الفجوة، في صدري تحت عنقي مباشرة، وادهنه جيدًا. صحيح أن هذا لا ينفع في محاولة جعلي أترك السرير وانهض لبدء يومي، لكنه يترك رائحة منعشة، اشمها كل برهة وأنا ارتدي ثيابي. أضع أيضًا عطرًا برائحة الفانيليا الجبلية - لا أعرف صراحة إن كانت الفانيليا تنمو على الجبال أم لا - فوق المسك، فيكون المزيج عبقريًا ومهدئًا، وجميلاً جدًا.
للشاي بالفراولة فائدة عظمى: يجعلني أقاوم ملل الملفات التي أعمل عليها، ويرسل برائحة حلوة في محيط مكتبي الصغير، المزين بأكياس فارغة من الشاي ، وشجيرة عيد الميلاد، وصورة فاتن حمامة، وآية "ولسوف يعطيك ربك فترضى"، والجني زين..
يجب أن نقاوم جيدًا بالضحكات. ها نحن قد ملأنا بطوننا وشعرنا بالانبساط لطعم الأكل، وحلّينا، وأسكتنا لهيب وجوهنا بالكريم، ولبسنا ملابس ملونة، وضعنا ابتسامات كثيرة في حقائبنا ومضينا. سنبحث عن مكان يقدم فيلمًا جيدًا، أو مسرحية جديدة، أو عرضًا موسيقيًا يقول كلامًا رائعًا، ويؤديه المغنون بابتسامة ساحرة وحقيقية. سنبحث عن بائعي البطاطا والذرة الحلوة المسلوقة أو المشوية، ونعرج على أكشاك الكتب القديمة. سنمسك بأصابع بعضنا في الشارع، ونبقى على قرب. سنغني بصوت عال، ونقول نكاتًا ليست أبيحة، ونعطي أنصاف جنيهات ذهبية وجديدة للمشردين، ونبتاع البلالين ونهديها لأطفال الشوارع. سنشرب شايًا بالنعناع وكابتشينو ذا رغوة وكاكاو ساخن بالكريمة وقهوة عبقرية محمصة جيدًا وطازجة، سنغني للشمس والسحاب ونقف صفا متكاتفا أمام رتل الأمن المركزي ونسحرهم بابتساماتنا، فيقررون أننا أولاد طيبون لا نستحق الضرب، فيلقون بأسلحتهم وينضمون إلينا في لعبة لصق الزجاج الملون على سطح الشمس..
___________________________________
* في أحد الأيام التالية على مقتل جابر، أول ما استيقظت فتحت علبة الكوكيز التي كانت بجوار السرير وأكلت منها كثيرًا جدًا، وبعدها انخرطت في بكاء هيستيري وتغطيت بالبطانية حتى رأسي ونمت. يومها وصلت للعمل في الثانية عشرة.
امتنعت عن المواجهة منذ ذلك التاريخ**