حبيبي، وصديقي، وأخي
كيف حالك اليوم؟ اتمنى أن تكون في خير حال، عكس تخيلاتي عنك.
أتيتني في المنام باكيًا، فأصحو لأعاتبك، رغم أنه ليس بيدك حيلة في مناماتي. يقولون إن البكاء في الحلم خير قادم وغمة تنزاح، فأحاول تصديقهم، لا أتمنى لك إلا كل الخير..
حبيبي وصديقي وأخي: في تخيلاتي عنك أصيبك، لا حيلة لي في تخيلاتي، فهي تقتحم عقلي وتسيطر على تفكيري وتمنعني من التطلع لشيء آخر. تنجرح وتتألم، وأنا آتي لأعالجك. في تلك السيناريوهات يا صديقي أحمل عبء تحولك للأحسن على ظهري، فأنوء بالحِمل وأئن لكني لا اطرحك من على كاهلي أبدًا، استمر في معالجتك واستحضار الأرواح السحرية من أجلك، وقراءة القرآن على الماء ثم مسح وجهك به، وتحميم جذعك بمطهرات ومسكنات ومطيبات، وحرق بخور وعطور في المبخرة، وشرب أعشاب وشايات بمختلف أنواع الفواكه، والتبسّم لك، علّك ترضى يا حبيبي، علّك ترضى.
تتركني تلك الخيالات منهكة تماما، مفككة الأوصال ويصيبني صداع ودموع حبيسة ورغبة في الاختفاء.
حبيبي وصديقي وأخي: يجب أن يكون الأمر نزهة.. في تخيلاتي عن ذلك اليوم، سأرتدي فستانًا أصفر أو بنفسجي فاتح ذا حواف خضراء، سأكتحل جيدًا وابتسم للمرآة، وأضع إصبع الروج في حقيبتي استعدادًا للتزين به حينما تتعلق ذراعي بذراعك، حيث الأمان.. للأسف سأرتدي حذاءً رياضيًا مناسب للمشي مسافات طويلة، لا صندل ذا أربطة تلتف حول ربلة ساقي في رشاقة.. سنمشي طويلا طويلا.. لن أهتف معهم يا صديقي، صدقني لن أفعل. لن اتحمل الإيمان بشيء ثم لا يتحقق. سأغني، سأرفع صوتي بالغناء في لحظات الصمت وهي كثيرة، وأتعلق بذراعك أكثر، وابتسم في وجهك. سأشم عطرك وأخزنه في ذاكرتي للمساءات الطويلة وحدي، واضبط خطوتي على خطوتك.
لا أعرف ماذا سأفعل حينما يبدأون هجومهم علينا، ولا وسائل دفاعي. غالبًا سأهرب
بعد هذا اليوم، لا أدري ماذا سيحدث، نهاية العالم تقترب وأشعر بها موشكة، لذا، عليك أن تعرف أني في يوم ما، شعرت نحوك ما يشبه الحب.. كأنه الحب
صديقتك
أنا