Quantcast
Channel: يرجع الصوت المسافر
Viewing all 362 articles
Browse latest View live

لي لي ذات اليد المحنّاة

$
0
0





دي إيد الجميلة لي لي، واسمها اختصار لـ”لمياء”. لي لي بنت جميلة أصولها أفريقية. لسبب ما اضطرت تهرب من بلدها بجوزها عشان الاضطرابات اللي حصلت هناك، وعشان هي خايفة أوي على حياتها وجوزها. أصلاً جوزها ده حكاية لوحده، وإزاي اتعرفت بيه برضه حكاية.
كانوا يا ستّي في العيد في الشارع. هي كانت صغيرة وبتطلع بالزي التقليدي في المدقات الترابية لقريتهم، وحاطة حنة - استبدلت بيها في الصورة المونيكير، بس لونه يشبه للحنة - وعمالة تضحك وتستنى “العيد” لما يطلع عليهم، في الصبح بدري. كانوا يمسّكوا الأطفال أعلام من ورق ملّون رخيص وعشان كده شفاف جدًا وسهل القطع، بس كانت “الأمارة” بينهم للي يحتفظ بعلمه بدون ما يتقطع وفي نفس الوقت يلعب بيه بينهم. هي ما فازتش في الأمارة غير مرة واحدة لما مثّلت إنها بتلعب بجد بينما هي حريصة عليه. بعد كده بقا يتقطع ولا يهمها، وما همهاش أكتر لما مامتها قالت لها “خلاص إنتي كبرتي وميصحش تلعبي مع العيال الصغيرين، قومي ساعدي في في السجادة على النول ولا امسكي شغل تطريز واشغلي بيه وقتك.
لي لي زعلت جدًا خصوصًا إن عينين شدّوها من وسط التراب والعفار اللي مالي كل العيال. واحد حليوة معندوش دقن ولا شنب، طويل جدًا ونفس لونها - لأن اختلاف الألوان بيقول إن فيه اختلاف في الأعراق وبالتالي ناس أحسن من ناس - ولابس جلابية صفرا مقلمة في بني، بس صفارها مش فاقع، لأ جميل كده. كان واقف جنبهم لدرجة إنها استغربت ليه ما شافتوش قبل اليوم الأخير ليها في اللعب؟
اتحايلت على مامتها كتير كتير إنها تطلع تلعب تاني، بس اللي هدّاها وسكّتها إن نفس الولد ده، واسمه أحمد، جالهم البيت شايل نسجية من صنع مامته وإخواته، كدليل محبة يعني. جه وقعد واتكلم وهي مطلعتش طبعًا، وإن كانت شافته من بلكونة الدور التاني للبيت، البلكونة دي اللي مفتوحة على جوّا البيت وبالتالي شايفة قعدة الرجالة كلها، وهي ما تبانش لو صادفها الحظ واستخبت كلها تحت السور وراسها بس اللي طالعة برّاه عشان تشوف. هو حسّ بيها وهي فوق كده، بس الذوق والأدب يقولوا إنه مينفعش يرفع وشه فوق ويشوفها، لأنه ممكن يكشف أي من “حريمات” البيت وهي مش متغطية. كل دي قواعد وتعقيدات!!!
عرفت بعد ما مشيت إنها بقيت “مخطوبة” ليه. مسألتش طبعًا أسئلتنا الفزلوكة من نوعية “طب ما اخدتوش رأيي ليه أنا الأول؟” لأنها ما همّهاش، همها كله إنها ح تشوفه تاني.
فضلت مخطوبة له، والصغير بيكبر، واللي كان لسه الشنب بيفكر يطلع له طلع له، والبنت اللي بتجري في اللبس الملون العادي، بقا برضه لبسها ملوّن، بس مغطي كل جسمها، يمكن حتى وشها كمان.
لي لي اتجوزت أحمد في فترة من الهدنة والسلام النسبي في حرب أهلية كانت ح تموّت الناس كلها. سمعوا هما الاتنين عن اللي بيحصل برة القرية، على طريق جلب المية بالذات، قرروا يسافروا. أحمد من عيلة غنية، ويمكن ده اللي سارع بالخطوبة والموافقة عليه ثم الجواز منه. أحمد جاب لهم هما الاتنين تذاكر السفر والفيزا. ح يقعدوا فين؟ في مدينة على الساحل الغربي للولايات المتحدة. اشمعنا الولايات؟ عشان سمعوا عن برامج حماية اللاجئين والمهرّبين، وقال أنا مهربتش أنا جاي بإرادتي، في نوبة عنطزة فارغة، بس هو كان مشهور بالقنعرة دي، مش جديدة عليه، ولي لي كانت بتحبها فيه أوي لأنه بيعيشها في حلم كبير لمدة ثواني وبعد كده يرجع لعقله ويضحك على نفسه وعليها ويقرر إنه يتكلم جدّ.
لي لي مقدرتش تاخد مامتها وباباها، وهي دلوأتي قاعدة تشرب الشاي في هدوء كافحت كتير أوي عشان تحصل عليه وتستمتع بيه لنفسها، بينما جوّاها برميل بيغلي من خوفها على عيلتها. أحمد برة بيحاول يطلع لهم الفيزا بس الأمور مش سالكة أوي ميعرفش ليه، بس أديه بيحاول.
لي لي بتحب تزوّق نفسها لأن ده بيفكرها بليلة الفرح، لما زينوها كلها وعملوا لها هيصة، وهي نفسها في الناس دي كلهم يكونوا موجودين، ويعملوا هيصة تروّق الدماغ وتشنّف الأسماع من كل اللغات الغريبة دي، واللي محاوطة لي لي وأحمد.

رفيقان

$
0
0
نوجد فجأة معًا، مهجورٌ ومهجورة، ونقرر أن نشبّك أيدينا معًا، ونمشي في الطريق. حولنا، يتكاثر آنيًا كائنات ترتدي الأسود، وتقف على أرجلها الخلفية، وتحترف المسكنة والضرب. في أيديهم فيولينات، وتشيلو، وأحدهم يقف في المقدمة بكونترباص كبير. جميعهم يبتسمون، بأوجههم التي لطخها الدخان والعرق والدموع ومحاليل الحموضة. ما كان هذا الذي قاله شادي لي في أول الزحف، عن محاليل الحموضة؟
نمشي. تعبر فوقنا وعن يميننا وشمالنا كائنات صغيرة سوداء، رمادية، نحاسية، تصدر هسيسًا لا يناسب اللوحة. يقف الزمن، يدور الكادر حولنا، وتبدو ذرّات الغبار فزعة وهي تتطاير مبتعدة عن طريق الكائنات صاحبة الهسيس، ونحن مبتسمين. ملابسنا ملوّنة، نرتدي أوشحة من الصوف غزلتها أنا، بنفسجية وحمراء ووردية وخضراء وصفراء، أغطية للرأس من الصوف المنفوش، تنورة قصيرة خضراء أسفلها سروال أزرق فاتح، وكوتشي أبيض بوردات دقيقة حمراء.
يعود الكادر لحركته الطبيعية، وتبدو السماء مليئة بألف نجم ونجمٍ، بينما تنحني يا صديقي نحوي لتهمس بجمال عينيّ، وتغنيّ.
نتجاوز وردات بلدية وأقحوانات وليليام وكرازنتم، قررن فجأة أن ينبتن بين مفاصل الأسفلت. تبدو ألوانهن محاطة بهالة من الثلج النقي، ينعقد فوقها لينهمر، إذا ما طالها سناج أو سخام. 
نصل في سيرنا إلى “طبلية”، نتشارك عليها صنع الخبز مع أمهات ممتلئات يغطين شعورهن بأوشحة بيضاء، وتأليف كلامٍ مقفّى سيغنونه لاحقًا. نعبر مهاجرًا يحمل على ظهره حقيبة وحيدة، هافان جملي من الجلد الممتاز، ويفترش الطريق لينام بنصف عين، وعينه الأخرى تراقب تحوّلات الكائنات الصغيرة المسافرة في الجو، ليعرف أين ستسقط. نمد أيدينا نحو القمر المستلقي على وسادته، لنسحب الغطاء عليه، بينما تصرّح لي بحبك.
نشبك أيدينا ونرقص، هذه المرة. تنمحي الأصوات المتكررة العاوية، نتلقى كريّات معدنية صغيرة في بطنينا فننثني قليلاً، ثم نعود لنقف، نتمايل معًا في النسيم الهادئ، المحمّل بالدخان والشياط، ونلف، نتفادى مطبات، وآلهة إغريقية تطلب القربان، وتنانين نهرية تثور فوق الكوبري وتنهمر ماءً زلالاً حلالاً للشاربين، نقفز لتعبر أسفلنا كتلة من المعدن الشائه، نصل لصحراء قريبة، حيث القوافل تحيي مقدمنا بكؤوس ماء ولبن بزنجبيل، وثلة من الفقراء مرتديي المعاطف والقفازات تتلقف الخبز المنهمر من السماء، وتبتسم في وجوهنا.
لا يأتي الليل، لا نتعب، لا نغترب، لا نشعر بفراغ بعد امتلاء، لا نكف عن الابتسام، يصبح معرض الكتاب على يميننا، وعلى يسارنا مقهى صوفي، نعيد تشكيل العالم، ونحضن المهجورين، أصحاب الفجوات ملتهبة الحواف.
________________________________________________
Tribute to M. Darwish and M. Ezzat.. :)
نُشرت في كتاب "ياله  من نهار"الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ديسمبر 2014

Article 0

$
0
0
عزيزي السيد ميم:
أنا النهاردة حلمت بيك. كنت باقولك لازم ترد عليا ومسكت الموبايل وكلمتك رحت إنت رديت عليا وقلت لك لازم تيجي حالاً فيه مشكلة. مش فاكرة ايه المشكلة بس فاكرة إنك جيت على طول وأنا “اتدفيت” جدًا بوجودك وصوتك وصورتك اللي اترسمت قدامي.
عزيزي السيد ميم:
الحياة بقيت صعبة فشخ. سيبك من متابعتي لشاشة الفيس بوك، الأمر اللي نهاني عنه الدكتور، بس فعلاً، الحياة صعبة فشخ. 
نزلت النهاردة اقضي مشوار لأختي، ومكنتش عارفة المكان فين واستخسرت أدفع 10 جنيه في التاكسي، قلت أدفع 2 جنيه في ميكروباصين والسلام. نزلت بدري في حتة أنا اعرفها عشان أوصل لحتة ما أعرفهاش، وفضلت ماشية كتير أوي. مكانش فيه رصيف أمشي عليه. دي كل أزمتي في الحياة.
مكانش فيه رصيف أمشي عليه
سألت على المكان ودخلت له. كنت على حافة الانهيار فعلاً، بس هديت لما لقيت المكان هادي ومشغلين مزيكا لطيفة وفيه نسمة هوا جميلة، وهو كله ملوّن أزرق بدرجاته، وإنت عارف أنا أد ايه بحب اللون ده. كنت ح أنهار لأني من ساعة ما صحيت ونزلت وأنا جوايا توتر ابن ستين كلب عمال يتصاعد جوايا ويلف ويلففني معاه في دواير صعب أخرج منها. لحد ما لقيت المكان اللي رايحاه وهديت شوية.
الحياة بقيت صعبة فشخ، وأنا بطلت أكتب
ليه بطّلت أكتب؟ ليه حاسة إن كله سخف كله ملوش لازمة، أو أنا كلّي على بعضي مليش لازمة في الدنيا. أنا ليه مليش لازمة في الدنيا؟ ومين الناس اللي حقيقي “ليهم لازمة”؟ الناس اللي بتشتغل؟ الناس المطحونة شغل ومش عارفة تعمل حاجة عِدلة لنفسها؟ الناس اللي كل يوم على الطريق وبيشوفوا بلاوي لحد ما روحهم تسطّحت تمامًا أو بقيت مليانة خروم لدرجة إن الروح نفسها، ماتت؟
مين اللي ليهم لازمة في الدنيا؟ هاه؟ المهمين عند ناس تانية؟
وايه اللي يمنعنا إننا ناخد حياتنا بإيدنا طالما الدنيا بنت كلب أوي وطاقة المواجهة معدومة؟
اللعنة على الشوارع اللي ملهاش أرصفة
وعلى الشغل اللي بيسرق عُمر الواحد مقابل شوية فلوس مش مكفياه عيشته
واللعنة على البلد دي

آلا جارسون!!

$
0
0
ياااااااااااه.. بقالي كتير أوي مجيتش هنا
ست شهور! يااه.. ست شهور فعلاً؟! ده كتير أوي!
آخر تدوينة وجهتها لـ"عزيزي السيد ميم"اللي بقا "الحيوان اللي ما بيردّش على التليفونات". كلمت أخته قريب قلت لها أخوكي لسه عايش؟ قالت لي آه، وقعدنا نتكلم شوية. كنت غضبانة أوي، لسه صاحية رحت مسكت الموبايل وفتحته وقعدت أكلمها. مغسلتش وشي ولا رحت الحمام، بس قعدت أشكي لها من أخوها! هي قالت لي إنه "حمار فعلاً"ومتزعليش منه. أنا زعلت منه وخلاص، ومش مستنياه يصالحني - كدااااااااااااااابة!! إنتي نفسك تكلميه ويصالحك، يا كداااابة!! - بس بجد، مش ح آخد خطوات في الحياة العادية إني أصالحه أو هو يصالحني. طز فيه.
....
.
.
أنا جاية النهاردة أكتب عن شعري! آه والله.. أصل أنا قصيته آلا جارسون! :D
ومبسوطة فشخ، فشخ الفشخ يعني!
كنت بافكر النهاردة وأنا مدية ضهري للحيطة تحت الشباك، إني نفسي في حد يلعب لي في شعري. لما كان طويل، مكانش حد بيلعب لي فيه عشان على طول ملموم في الضفيرة المقيتة، أو منعكش جدًا وملعبك وصعب الواحد يسلّك إيديه فيه. وبيوجع! ليه أنا مقصيتوش من زمان؟ ليه استنيت 29 سنة عشان أقصه؟
أنا كنت جبت آخري: كان بقالي تقريبًا 10 أيام مسرحتوش، ومنكوش أوي بقا، وشكلي وحش جدًا ومش راضية عن نفسي. رحت للكوافيرة اللي كانت حقيرة جدًا، حقيرة حقيقة، وعاملتني وحش، وحش!! بس قصيتهولي في الآخر. حر ونار في جتتها الفلوس اللي دفعتها! مش رايحة لها تاني، كبة في وشها!!
بس دلوأتي أنا سايباه طويل شوية - طول الصباع - من فوق، ومن ورا قصير جدًا زي الولاد! ده كريم شعره أطول من شعري :D
بس المهم إنه مبقاش يضايقني، وإنه سهل تسريحه - مبسرحوش أصلاً! بامرر صوابعي فيه وخلاص :)) - وإنه لازم يتقصر تاني عشان حاسّاه برضه طويل :D
.
أنا مبسوطة، حقيقي مبسوطة، الحمد لله. إحساس بالارتياح رهيب. ايه يا جدعان، ليه شعري مش آلا جارسون طول عمري؟؟ أنا حبيته أكتر.
أمي كانت بتسرحهولي وتشده. وأنا صغيرة، كانت تشده جامد عشان تعمل الضفيرة وأنا متنيلة رايحة المدرسة، لحد ما نحل من قدام! بقيت قرعة أكتر ما أنا جبهتي عريضة!! ليه ماما كانت بتشده؟ من غِلّها. من مضايقتها من الشغل وبابا، بتطلعه عليا!
...
المهم، نو مور شدّ بعد كده، نور مور نعكشة، نور مور تكسيل عن الحُما عشان الشعر الطويل! هيييه، بقى شعري قصير، وقصير جدًا كمان :)))))))))
...
الحمد لله
..
..
شكرًا يا مدونتي على فكرة :))

Volver..

$
0
0



I am afraid of the encounter
with the past that returns
to confront my life
I am afraid of the nights
that, filled with memories,
shackle my dreams.
But the traveler that flees
sooner or later stops his walking
And although forgetfulness, which destroys all,
has killed my old dream,
I keep concealed a humble hope
that is my heart's whole fortune.

To live... with the soul clutched
to a sweet memory
that I cry once again
...............

3/3/2010

"أديكي عُمر بحاله يا بويا، تديني إنتي الفرحة يا عين"

$
0
0
!!وحشتني يا حيوان
البُعد والمسافات ما بينّا. التُقل اللي في القلب. أسوار السجون. الرسايل اللي بابعتها لك ومش بتقراها رغم إنها بتوصل. وحشتني يا معفن!!
من ساعة ما سافرت يا كريم وإنت واحشني، أنا فوجئت أصلاً إنك سافرت من غير ما تقول لي. للدرجة دي أنا مش مهمة عندك؟ إنت عارف إني مش ح أعرف أشوفك تاني، إلا بعد وقت طويل جدًا وتغيّر الظروف. لا الظروف ولا الوقت ولا الفلوس في إيدينا. نعمل ايه طيب؟
يمكن دي كانت أول رسالة لازم أتلقاها منك عشان أعرف إنه "خلاص بقا"وطز فيه. 
بس أنا كلمتك مرتين بعد ما سافرت! أول مرة كانت حلوة أوي، حلوة بجد، وصوتك.. سمعت صوتك يا كريم! سمعت صوتك اللي واحشني أوي. واحشني بجد!
"ولا قادر طول غيبتكو يا أبويا 
يشرب من بحر تاني يا عين"
...
إنت كنت واحشني. حاولت اتصل بيك كذا مرة، بس إنت رديت بعدها على طول! ليه دلوأتي مش بتكلمني ولا بتردّ عليا؟ أنا عملت لك ايه؟ قلبك اتغيّر من ناحيتي؟ ليه طيب؟

!!واحشني يا معفن
...
كريم.. باحلم بيك. باحلم إني شفتك، وإني حضنتك. أنا نفسي أشوفك أوي، أشوف عينيك اللي شِلت من عليهم النضارة. أشوف وشك. تعرف؟ امبارح فتحت صفحتك على الزفت لقيت صور ليك عاملها"عامة"، عشان أنا قفلت حسابي عليه.. رحت حفظتها عندي كلها. واحدة فيهم، كنت مبتسم جدًا، جدًا يا كريم! ابتسامتك دي.. دي جميلة أوي! وشعرك منعكش حوالين راسك، ونضارتك كبيرة. وأسمراني! أنا بحب السُمر يا واد إنتا..
حفظتها عندي، مسكتها قصيتها ببرنامج الرسم، عشان تفضل عليك إنتا بس، أصل كان فيها ناس تانية، ناس واحشاني.. واحشاني أوي..
فضلت باصة لصورتك كتير..
نفسي أشوفك على الحقيقة. عايزة أحضنك، أحضنك جدًا. تعرف إني حضنتك مرة واحدة بس؟ لما كنت في الحبس. مرة واحدة بس، مع إنك واحشني، جدًا، جدًا..
..
وحشتني..
..
بابعت لك مش بتردّ عليا، بابعت لك مش بتعبرني، وبعدين؟ إنت ابن كلب حقيقي!! العَتَب على قلبي اللي متعلق بيك، يا حيوان!!ا
***
الحيوان التاني، محمود.. ما ردّش عليا لما قلت له ح انتحر! حتى أخته لما حكيت لها على الموقف ده، قالت عليه "حمار"، وقالت لي "لو سمحتي ما تنتحريش".. كنت فخورة بنفسي إني نجوت. صح؟
بس هو مردّش عليا، بعتّ اشتمه، برضه ما ردّش. بعتّ أصالحه، ما اتنيلّش... طز فيك وفي عيشتك بقا!!
بس أعمل ايه؟ والمصحف بيوحشني.. بيوحشني الناس بغباء.. يا ولاد المبقعة!!
***
أحمد.. امبارح فتحت الملف اللي حافظه فيه رسايله اللي بيهربها لي من جوه السجن. أحمد حبس انفرادي وممنوع عنه الكتب والجرايد والأدوية. أحمد صعبان عليا أوي. أنا بحب أحمد..
مكانش يعرفني قبل كده، بعت له جوابات وهو جوّة، وبعت لي الرد :)))) ا
أنا فرحت أوي لما لقيت ردّ منه. كنت برة وأخوه صوّر لي الجوابات وبعتها لي، فرحت أوي، أوي يعني.. قريتها مرة واتنين وتلاتة. قال لي "جواباتك فيها شخصية لماحة وذكية وعطوفة، وأنا متأكد إني لو طلعت وعرفتك أكتر ح أحب أقعد معاكي وأتكلم معاكي أكتر."وأنا فرحت أوي! الله يا أحمد، بتعرف تطبطب على الناس حتى وإنتا جوة!
..
إنت وحشتني أوي يا أحمد..
أنا شفتك مرة واحدة قبل كده واكتسفت أكلمك أو أتصوّر معاك. اكتسفت منك أوي، ومشيت بعيد. ياريتني كنت أعرفك من قبلها وقعدنا مع بعض!
أنا نفسي أشوفك تاني، أو تكتب لي تاني، أو تبعت لي جوابات. يارب تطلع، يارب والنبي تطلع.. يارب تطلع سليم..
وحشتني برضه..
****

يا ولاد الكلب.. باعدين بينّا وبين اللي بنحبهم. كريم هرب منكم وبسببكم هو مكتئب ومقطوعة اتصالاته عني دلوأتي، كريم وحشني جدًا..
وأحمد كمان. حابسينه ليه؟ ليه؟ طب مانعين عنه الجوابات ليه؟ مخليين اللي برة ناسيينه ليه؟
واحشني أحمد.. واحشني بشدة..
..
يارب.. والنبي يارب
يارب
..
..
.

Article 5

$
0
0
باتفرّج على وثائقي عملته “زرقاء نوّاز” عن علاقة الستات بالجامع. زرقاء هي نفس المؤلفة اللي كتبت مسلسل “مسجد صغير في البراري” لسنة 2007 في كندا. في المسلسل، أُثيرت قضية وضع حواجز بين الستات والرجالة في الجامع، وكان فيه ستات ضد الموضوع ده، وستات معاه، وانتهى الأمر بوضع نصف حاجز، واللي عايزة تصلي في أي جهة هي حرة. طبعًا الحل ده معجبنيش، أنا مع إزالة الحاجز بالكامل، والاستسلام للآراء المتشددة مش ح يودينا لأي مكان عِدل. طبعًا جه الموسم التاني من المسلسل ولقيت الحاجز ارتفع وزاد، ومبقاش فيه مكان لست إنها تصلي ومفيش بينها وبين الرجالة حاجز. وده قفلني جدًا من المسلسل وبطلت أكمله.
زرقاء بقا عملت فيلم وثائقي اسمه “أنا والمسجد”، بتتكلم فيه عن النقطة دي. قالت إن على عهد الرسول مكانش فيه حاجز، والستات بتصلي ورا الرجالة عادي. هما بس الستات كانوا مأمورين ما يقوموش من الركوع أو السجود على طول عشان الرجالة يمكن بعضهم ميكونش لابس قميص/جلابية/واتيفر طويل، فاللامؤاخذات تبان. عشان كده بيقوموا متأخر، مش يحطوا حواجز!! وحضرتك دلوأتي فيه اختراع اسمه بنطلونات >_<
جابت واحد في أول الوثائقي اسمه غسّان. قالها مش بحب كلمة “باريير/حاجز” عشان - في رأيه - الحاجز ده “اللي بتعمله السلطات المحتلة في الأراضي الفلسطينية، حاجز العنصرية والأبارتهايد”.. طب حضرتك بذمة اللي خلفوك، مش الحاجز في الجامع ده عنصرية وأبارتهايد ضد الستات؟؟
مقدرتش أكمل الفيلم لأني حسيت بظلم واضطهاد شديدين.
ديننا وحش بالناس اللي فيه، حلو لو التزمنا بالتشريعات الأساسية مش بتشريعات “السلف الصالح” والخرا ..
بالمناسبة، ده رأيي. اللي حابب يعارضني ياريت يعمل لنفسه بلوك من سُكات..

رمضان والناس اللي بتهيّس في كل حتة!!

$
0
0
بادوّر عبر الإنترنت على مصادر لموضوع عن - طبعًا - رمضان. قعدت أدوّر وشطحت بقا على حاجات تانية، وجبت مقالة بتتكلم عن رمضان في كردستان العراق. واحد عمال ينعّر ويقول "كل المقاهي والمطاعم حتى المطاعم في الجهات الرسمية أغلقت طوال النهار احترامًا لمشاعر الصائمين."وأنا قلت أحيه! مشاعر صائمين ايه اللي حتتجرح لما تشوف حد بياكل في المطعم في الشارع/المؤسسة الحكومية؟
يعني مثلاً اللي صايم ده بيبقى على شعرة ولو حد أكل قدامه ح يموت مثلاً ولا ح يفطر أو ح يرتكب جريمة في اللي بياكل؟ مش ده أولى بيه يقوّي إيمانه، وبدل ما يقتل اللي بياكل يسبّح ربنا، مثلاً؟
يعني ده لو طفل، كنا قلنا ماشي، محدش ياكل قدامه. لكن ده شخص كبير! هو إيمانه وصيامه ضعيفين للدرجة؟
أنا متخيلة إني لو صايمة وشفت أكل قدامي ريقي ح يجري، بس ده المفروض يفكرني أنا صايمة ليه أساسًا. ليه ممتنعة بإرادتي عن الأكل والشرب - والنميمة والأفكار الوحشة، المفروض - وأقعد أفكّر نفسي ليه ربنا فرض علينا الصيام، وأباح الفطر لناس تانية، زي إنها تكون عندها ظروف صحية، أو صغيرين، أو مش عايزين يصوموا يا سيدي أنا مال أهلي!!
.
بادوّر تاني، لقيت مقالة عن كردي مسيحي، كان بيشتكي جامد جدًا إن الحكومات المختلفة - كون إني بعيدة عن السياسة العالمية مخليني معرفش إن في العراق كذا حكومة! - مانعة بيع المشروبات الروحية في رمضان، وأحيانًا قبل شهر من رمضان، وأحيانا أيام الجمعة، وأحيانا مانعاه منعًا باتًا! مع إن الراجل بيقول إن السوق السودا منتعشة وبشدة، وأغلب المشترين مسلمين :D
.
يا حلّولي! روحوا ربوا المسلمين الأول بدل ما تتشطروا على المسيحيين وتمنعوا عنهم الأكل والشرب في نهار رمضان - واجعينكم أوي إنهم مش "متعاقبين"زيكم وصايمين؟ هاه؟ هاه؟ - وكمان بتمنعوا عنهم تجارتهم؟ 
أنا مليش دعوة بيتاجروا في إيه، وأنا ضد الخمرة أساسًا، كتيرها وقليلها، لكن، منع التجارة ميجيش كده، فيه حاجة إسمها خطوات تدريجية. يالا بقا ملناش دعوة!
...
في مقالة تانية، واحد كاتب "الكرديين بيتفرجوا على المسلسلات الكورية والإيرانية، الكورية مخصوص عشان لغتها قريبة من اللغة الكردية"وجايب استشهاد بطالبة جامعية راحت "كوريا"عشان اتعلمت كوري من المسلسلات!! أوباااا. طب أنهي كوريا فيهم حررتك؟
لقيت في التعليقات واحد كاتب له بكل احترام وتهذيب: حضرتك جايب الكلام ده منين؟ كوري ايه اللي قريب من الكردي؟ إنت بتهرج؟ ثم إيران ايه؟ دول كانوا بيضربونا في حرب التمان سنين، إضافة لنصرتهم لبشار الأسد!!
الحمد لله فيه ناس بتعرف تردّ أهو!
..
في النهاية بقا، ما أظنش ح أعمل مقالة عن كردستان خالص. 
.
بس طلعت من البحث والجري على مصادر لطيفة، منها عرفت موضوع "القعدات"في الجزائر، اللي فيها بيتذكر ربنا وبيصلّوا على النبي، عليه السلام. اسمعوا معايا:




Article 3

$
0
0
ما تفتكرش إني باتعب لما بتسافر
أنا بس بانساك
وباعافر
في الدنيا
من غير أخ
...
ما تفتكرش إني نعش
أو كوبايات فاضية
أنا كوبايات عصير قصب مليانة على الآخر
والخلق ما بتشربش
...
وإنت العيون
والبضاعة
وزيطة المتجر
...
إن كنت فاكر
يا نني عيني
إني باتعب لما بتسافر
كل الحمام هاجر
كل النسايم خناجر
كل العيون طالعة في الصورة
ولا بتلمعش
...
أنا مش باحبك
بس باتبخر
وأقدر اعيش
أقدر
لما تاخدني المراكب
وإنت مش راكب
..
ما تشدنيش من شعري يا عصفور
أنا مش ح اطير
والحبيب
من كل نور غايب
الأرض
زهرية فاضية
واللبن رايب
والليل
معبي في زكايب
في انتظار النور..
..
..
.
*بهاء جاهين*
...
حد يقولها له بقا، حد يقولها له..

Article 2

$
0
0
"كل سنة وإنتم طيبين بمناسبة رمضان"جملة كنت باقولها لأصحابي المسلمين عادي، والمسيحيين على سبيل الغلاسة، وما كانوش بيردّوا، كانوا بيهزوا راسهم ويسكتوا، لحد من قريب أوي حد نشر تدوينة صغيرة على الفيس بوك كاتب فيها "هو ايه حلو في رمضان بالنسبة للمسيحيين؟"وأنا تنّحت، بعدين فهمته.
في رمضان، بالنسبة للمسيحيين:
1- بيتمنعوا في الشغل من الأكل والشُرب قدام صحابهم المسلمين. بيتقال على كده إنه "احترامًا لمشاعر المسلمين". على اعتبار إن مشاعر المسلمين اتهانت واتدلدقت على الأرض لما حدّ يشرب أو ياكل قدامهم، أو على اعتبار إن مشاعر الصايم قد معلقة شاي ح تتبخر وتسيح على الأرض لو حد شرب كوباية شاي بمعلقتين سكر قدامه، أو على اعتبار إنه ح يرفص في الأرض ويدبدب ويتشال ويتحط ويقول أنا كمان عايز كوباية شاي. ولو حصل ده؟ سيبه يحصل، ده جزء من "فرض الطاعة"اللي المسلم بيدفعه "بكامل إرادته الحرّة"لما يختار إنه يصوم. على فكرة خليك صادق مع نفسك ومتصومش أحسن من إنك تنافق صحابك وأهلك وتصوم لمجرد "منظرك قدامهم"بينما إنت جواك بتحقد على اللي مش صايمين وبيشربوا عادي.
2- تاني، بيتمنعوا من الأكل والشرب في نهار رمضان قدام أي حدّ معدّي خصوصًا لو في الشغل، وبيتبص لهم نظرات "إخييييييييييه.. مش قادرين تمسكوا روحكوا لحد المغرب يا روح أمك؟ أومال إحنا نعمل ايه؟"حضرتك محدش طلب منك تصوم، مش بني آدم اللي طلب منك كده، فا متعاقبش البني آدمين بإنك ترغمهم على اتباع وجهة نظرك في الحياة. الصيام اختيارك إنتا مش اختيارهم هما. بعدين وريني ح تعمل ايه لما تكون في "بلاد برة"وهناك بيصوموا بالعشرين ساعة يا فرفور وبياكلوا وبيشربوا قدام بعض عادي >_<
3- بيتقال عليهم "مخفضين لهم ساعات العمل في رمضان وبرضه مش راضيين ما ياكلوش ويشربوا قدامنا".
حضرتك تخفيض ساعات العمل ده تكرمًا وتعطفًا وحنية من رب العمل، لكنه ممكن ما يعملش كده عادي. لو إنت بتشتغل مع شركة برة بس قاعد في دولة عربية - لو ربنا كرمك ورزقك مرتبك بالدورار - ح تنجعص عليه وتقول له معلش أنا صايم خفّض لي ساعات العمل؟ ح يقول لك الصيام اختيارك الشخصي، ولازم تقدّم العمل على العبادة، وصوم في الاجازة بتاعتك يا كتكوت، أنا مضربتكش على إيدك. وح يقول لك اللازمة الشهيرة بتاعت كل الناس: "عارف فيه كام حد برة عايزين شغلانتك دي؟ أنا ممكن استبدلك في دقيقة. احترم نفسك والتزم."فتلاقي نفسك اتخرست خالص وبتشتغل وإنت صايم ومفيش شاي ولا قهوة ولا حتى مية، وعينيك مزغللة ومش مركز، وضغطك واطي، وعصبي، وخلقك في مناخيرك، وخلاص نفسك إنك تشتمهم وتولع في الكون كله مقابل إن المغرب ييجي وتشرب مية. بس Guess what? إنت بتاخد على صبرك ثواب أكتر. كل ما كِترت المكاره اللي بتعوق أداءك للطاعة كل ما ثوابك عِلي، زي اللي بيقرا قرآن وهو بيتلخبط فيه، ليه أجران.
Guess what برضه؟
لما بتصوم في ظروف صعبة بتتعلم "الأدب". سوري إني استخدمت الكلمة دي، دي مش معناها إنك قليل الأدب في العادة، معناها إن فيه نوع من الأدب صعب جدًا ومش بنوصله بسهولة ومش مطلوب مننا في كل وقت عشان كده رمضان شهر واحد بس. الأدب إنك تراقب ربنا في تصرفاتك طوال رمضان. عشان كده سيناريو "احرق العالم وأحرق الشغل لحد ما المغرب ييجي"مش وارد ببساطة، لأنك المفروض بتصبح أكثر إنسانية ورفقًا وأدبًا وخُلقًا واحترامًا للبشر كلهم لأنك بتحترم ربنا وبتراقبه في تصرفاتك وأفكارك كمان. واحمد ربنا إنه شهر واحد بس وإلا بقينا ملايكة!
....
4- كفاية عليهم سماع صوت التراويح طول الليل، والقيام كمان لما ييجي العشر الأواخر: مفيش داعي لذِكر إن مش كل الشيوخ صوتهم حلو، ومش كل الناس بتعرف تقرا قرآن، واختيارات الوزارة في تعيين الأئمة مش كلها صائبة، خصوصًا بقا لما حد يقرا القرآن ويتمسكن ويعيّط! أوبااا.. ليه حضرتك؟ ليه التباكي؟ طب لو ده مفهوم عند المسلمين، ايه ذنب غير المسلمين يسمعوا التباكي ده؟ هل حضرتك مثلاً طقوس القداس بتتذاع في ميكروفون؟ ولو بتتذاع، ح تبقى مبسوط وإنت بتسمعهم بيعيطوا فيه؟ مش ح تحس بكآبة ونكد وإن "يا جماعة تشير أب مش كده الدنيا ما اتقفلتش وأكيد باب التوبة مفتوح"!! صح؟؟
ايه بقا؟ ايه؟ 
فيه حاجة اسمها مواطنة، يعني المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وبيحسوا بالانتماء للوطن بسبب الحاجات اللي بيقدمها لهم. من حق المواطنين إنهم يعيشوا في أحياء هادئة! يعني لا سمكري يدق، ولا بياع بطيخ يستخدم ميكروفون، ولا إمام جامع يعيط في الصلاة أو يشخط في الأدان!!
أنا عارفة إني ح اتكفر على الكلام ده، بس لو بصيتوا للأمر من وجهة نظر الأقلية، مع الوضع في الاعتبار إن الديمقراطية هي احترام الأقليات، ح تلاقوا إننا متجنيين عليهم بشدة، وده مش من الإسلام، ولا ايه؟

لتمنحني الحياة دلالها

$
0
0
باسمع "تعاليم حورية"لأول مرة من كتير أوي. باحنّ جدًا لزمن كان فيه أحمد جمال ومحمد أبو الغيط بيسمعوها سوا، كل واحد في بيته. نفسي نتجمع سوًا ونسمعها كلها للآخر. بس بنِفس ودماغ زمان، من ست سبع سنين. من غير مشاكل. من غير جواز، من غير خيبات تقيلة. من غير أخدان على الدماغ، من غير سجن، من غير سفر، من غير اضطرار لترك البلد. من غير غربة، من غير جنون، أو محاولات انتحار.
لا أحمد جمال ح يبقى زي الأول، ولا أبو الغيط، ولا أنا، وبالتأكيد ولا إحساس أول مرة تسمع فيها "تعاليم حورية". 
بس السلفر لايننج إني أول مرة اسمع "وكُن من أنت حيث تكون واحمل عبء قلبك وحده"، اللي كنت باذيّل بيها كل رسايلي لمحمود وكريم وأحمد ماهر، بعد كده بطلت أكتب رسايل أصلاً. بس لما سمعتها دلوأتي حسيتها بتقول لي رسالة: "كوني من أنتِ حيث تكونين واحملي عبء قلبكِ وحده."
حيث تكونين
وحده
"لا وقت حولك للكلام العاطفي
(...)
أعرف ما يخرب قلبكِ المثقوب 
منذ طردت ثانية من الفردوس
عالمنا تغير كله فتغيرت أصواتنا
حتى التحية بيننا وقعت كزر الثوب 
فوق الرمل
لم تُسمع صدى
قولي قولي صباح الخير
قولي قولي صباح الخير
قولي أي شيء
لي 
قولي
قولي أي شيء لي
لتمنحني الحياة دلالها
أمي أمي
أمي أمي
...
لا نلتقي إلا وداعًا
عند مفترق الحديث
تقول لي مثلاً
تزوج أية امرأة
من الغرباء
أجمل من بنات الحي
لكن لا تصدق أية امرأة سواي
سواي
لا تحترق لتبقي لأمكَ
تلك مهنتك الجميلة
لا تحنُ إلى مواعيد الندى
كن واقعيًا كالسماء
وانطلق كالمهر في الدنيا
وكن من أنت حيث تكون
واحمل عبء قلبك وحده
...
..
.
"
9-7-2016

ضلع أعوج مكسور

$
0
0

ليس هنالك فى الكون مشهد أكثر مأساوية من إمرأة تفتح الضوء على جرحها .. و ليس هنالك ما هو أقل حظاً منها إن كانت من تفتح له جرحها رجل يتأجرح ما بين حبها و العطف عليها .. فالأنثى الحقيقية الحزن لا تضئ جراح صدرها سوى لرجل تتيقن من حبه .. فحبه هو دوائها الوحيد حين تشعر بحرارة أنفاسه بين ضلوعها وهو يعانقها بعد البوح معانقة رجل لإمرأة .. حبيبان يتبادلان المتعة و الألم بنفس القدر .. و إن بادلها بعطفه جعل ج
*و إن بادلها بعطفه جعل جرحها ندبة أبدية بوجه روحها .. و رماها بلعنة البرد و الوحدة و الندم على ما صارحته به من آلام لا تصلح للتعاطف معها
ليس هنالك أكثر ألماً من إمرأة ذاقت الحب و لم ترتوى .. لامست الونس من فوق حاجز زجاجى و رحلت وحيدة .. رأت حقيقتها بقلب رجل أراها حقيقته و رحل .. ثم باتت هى بزمن متوقف و أحلام عودة لا تنتهى .
*ليس هنالك أكثر وحدة من إمرأة تدخر حنانها للفراغ .. و تؤجل حديثها ليوم قد تموت قبل أن يأتى
و أن يراها الكون وحيدة و يلومها .. ذلك الجزء الأقسى من الذاكرة .. فلا مكان للهروب .. كأنها أول من أراد كسر حائط فى الحلم للنفاذ للواقع .
*كأنها أول من أراد أن يحيا لحظة جميلة بوقتها .. و ليس هنالك تباً تليق بقبح ذلك العالم .. و هى لا تمتلك الكثير من السخط .. تلك المرأة التى أحتفظت بكل أكوانها الخضراء بعيداً عن النوافذ حتى جفت .. لا تمتلك سوى البكاء فى أوقات الليل المتأخرة بلاصوت
*.. ثم تضع الثلج على عيونها لتبدو مشرقة فى الصباح .. لتبدو أنها نامت الليل الذى لم تنمه .. و استراحت الراحة التى لم تأتها .. و أخذت من حبيبها الذى لن يأت بعد الآن ولو حلماً بعضاً من الحنان اللازم للتنفس .. فقط لتعيش ليس أكثر

....
المصدر:

http://fenganahwa.blogspot.com.eg/2009_04_01_archive.html
21/4/2009

ج 1: قبل أول يوم

$
0
0

في طريقي لأول يوم ليا في الشغل الجديد. أول حاجة اشتغلت على الموبايل “موال مين” لشيرين عبدو وكلمات محمود عزت: “بخاف من ضلمتي وحدي/وانور ضلمة الخايفين..” عامة من الجميل جدا بداية اليوم بمحمود عزت. فكروني ابقى أحط ديوان ليه في الشنطة أقراه في السكة.
امبارح بقا؛ الشقلباظات كلها. قلت ابتدي شغل الصبح في المقالة اللي مش راضية تتكتب دي. جبت مسرحية ح اعمل منها “تناص” وفتحت المصادر الإنجليزي والشهادات وقلت هاه… احم، ولا حاجة!
طبعا اكتأبت. افتكرت بعدها إني كنت كاتبة زمان ع المدونة إني اتبسطت فشخ بعطر فواحة كنت اشتريته جديد، قلت اشغله.
جبت الفواحة ومسحتها كويس، جبت شمعة جديدة يقال إنها بريحة الياسمين بس ما بتعملش حاجة، وفتحت شنطة العطور.. وااااو… لازم أصورها في مرة وأوريهالكو. مليانة زيوت!
جبت الأول عطر “قلوب وورود” وحطيته.. بعدها ريحة “المحيط”. قلت أجرب اليوكاليبتوس لأني مجربتوش خالص من ساعة ما اشتريته من ييجي سنتين. كان حلو، وحطيت بعده “الشاي الأخضر”… سبت الفواحة تشتغل وقعدت ع اللاب.
اللي لاحظته بعد ييجي ساعتين من تشكيلة الروايح دي، إني بقيت مبسوطة جدا! مزاجي اتحسن أوي، بقى في السما، وبقيت أهدى. ده أنا حتى فتحت قديم مدونة هيفا القحطاني “قصاصات” اللي بحبها فشخ بس بقالي تلات أيام مليش نفس اقرا، وقعدت أقرا :))
دورت على تراكات لأول يوم في الشغل وقعدت اسمع. انبسطت أكتر.
قمت بقا أحضر “شنطي”… الماج
..
احم قربت اوصل. اكتب بعدين !!

ج 1

ج 2: قبل أول يوم

$
0
0
عودة بالزمن ليوم سابق

أنا بقا مسكت شنطة ورقية كبيرة من ديوان، وحطيت فيها:

علبة شاي فيها مختلف أنواع الشاي اللي بحبها، زي الينسون والشاي بالتوت وبالفراولة، واللي بالفراولة والكيوي، وربنا يخلي لنا شركة أحمد تي يعني. حطيت فيها برضه أكياس اللافندر والكاموميل اللي جبتهم مؤخرًا من امتنان وفعلاً هديت لي أعصابي وبطني كمان الحقيقة. فيه شاي أخضر وده مش باشربه كتير بس قلت أحطه يمكن أحتاجه. حسيت إني مسافرة ولازم أحط كل حاجة معايا “يمكن” أحتاجها!

الماج الكبير الأبيض في تركواز وإسود وبمبي، ومكتوب عليه

Choose your path

واللي جابتهولي أختي من سفرية أمريكا الأخرانية. الصراحة حسيته معبر أوي عني وعن أول يوم شغل.

فنجان القهوة وطبقه، اللي لونه أزرق وفيه ورد أبيض. ويعتبر من أوائل فناجين القهوة اللي دخلت بيتنا، بعد طبعًا طقم الصيني اللي محدش بيشرب فيه أي حاجة. كان عبارة عن هدية، طقم ست فناجين بأطباقها، من أختي وأنا لماما في عيد الأم. زمان وإحنا صغيرين كنا بنجيب هدايا للبيت في عيد الأم، بعد كده بقينا بنجيب لها هدايا ليها هيا، زي بارفان مثلاً. مؤخرًا افتقرنا وما بقيناش نجيب حاجة! لا في عيد ميلادها ولا عيد الأم! إخييه علينا:((

حطيت طبعًا القهوة التركي وأكياس “النكهات” اللي بنحطها على النسكافيه، بالبندق واللوز وحاجة اسمها الأماراتو معرفهاش بس ممكن أجربها، جايباها برضه من بن شاهين. وصلت الشغل لقيت عندهم قهوة فرنسية بالبندق من بن شاهين! صُدف :))

حطيت برطمان القواقع والأصداف اللي أنا عملته، ومسمياه “برطمان البهجة”. الحقيقة البرطمان ده عملته في أيام فحلقي جدًا وتسميته جات سخرية في كل حاجة، بس حاليًا حاساه حقيقي! زي برطمان “الأمل” كده اللي عملته في سنين سابقة جدًا من الورد، وترّب وكل حاجة، ومبقاش امل خالص. بافكر أروّح أفضيه وأشيل التراب من عليه بالسشوار وأحطه تاني. بس مش ح يبقى بنفس “عبَق” - وتراب- الماضي!

فيه بقا حاجتين: أقلامي الكتيرة واللي جبت لها إناء كده من الشمع جه لأختي هدية من برة - منين مش فاكرة - وفيه نحاس مشغول على شكل كف إيد. المفروض بنحط فيه شمع ونولعه ونطفي النور، بس أنا لقيتها فكرة غير عملية لأنه نفسه من الشمع وح يسيح! باحط فيه أقلام دلوأتي.

جبت القلم الزرافة اللي جبته من معرض الكتاب قبل الماضي. القلم اللي مصر يبص لي من فوق كده ويديني قفاه على اعتبار إني مش شخص مهم أوي عشان يبص له!

أخيرًا بقا حطيت معايا كورة التلج الصغيرة أوي اللي جواها دبدوب-نويل وشجرة صغيرة وماسك هدية تركواز في إيده! دي جابتهالي رضوى لما كانت في روسيا. عسولة جدًا!

كده يبقى رضوى وأختي ومعرض الكتاب والبهجة والدبدوب بوبو - نيفين - معايا على المكتب، إضافة ليا:D

….

آخر حاجة في التدوينة الجملي دي إني لأول مرة من سنين عملت في وشي اتنين ماسك: واحد “مقشر” بالورد والشوفان، والتاني طمي مغربي! وكنت متحمسة فشخ لدرجة إني كنت عايزة أحط اللي بزيت شجرة الشاي عشان الحبوب - آل يعني بيعمل حاجة - بس والله حسيت بعد ما غسلت وشي من تكسيرة الطمي - اسمها طشينة! - حسيت إني نوّرت كده :D

حماسة ما بعدها حماسة!

وكمان اتفرجت على أول حتة من فيلم روبرت دي نيرو “المتدرب” اللي طالع فيه عسول فشخ وعجوز جدًا! حبيت حماسه جدًا لدرجة إنه ظبط منبهين عشان ما يجيش الصبح متأخر!

ونمت مصدعة فشخ وصحيت متنيلة بنيلة:D

لكن هذا حديث آخر

يالا نشوف شغلنا بقا؟ نشوفه:)


سلام

I dreamed a dream..

$
0
0
صحيت الصبح على المنبه، عادي. طفيته وكملت نوم، على إني أظبط نومي على ربع ساعة بس.

مكنتش عايزة أصحى..

قمت بعد الربع ساعة، قعدت اتساءل: لازم أصحى؟ لازم أروح؟ وكان فيه كآبة محلقة في الجو. ما قومنيش إلا إصراري إني أكتب أول ما أصحى، وجه في دماغي أغنية “حلمت حِلم” اللي غنيتها سوزان بويل.

طبعًا ما كتبتش ولا سمعتها إلا لما جيت المكتب.

في المكتب كانوا لطفاء زيادة، كفاية إنهم يجيبوا معاهم ساليزون وساندوتشات صغنونة جدًا بالجبنة واللانشون والحاجات. وعصير برتقان كمان. شربت قهوتي وتغلبت على إحباط الرحلة من البيت للشغل ووصولي متأخرة، وأكلت معاهم وضحكت، ودلوأتي باشرب عصير برتقان متصفي.


سوزان بويل.. ست عندها ييجي 50 سنة. ما كملتش تعليمها وإخواتها كلهم سابوا البيت واتجوزوا وكل حاجة، وسابوا لها مامتها العيانة. فضلت تراعي فيها وما تشتغلش ولا اتجوزت لحد ما مامتها اتوفت، وسوزان عندها ييجي 48 سنة.

لقيت نفسها معهاش فلوس، الإعانة الحكومية ما بتكفيش، وما ورثتش، ومفيش شغل على قدها. صحيت - أكيد - في يوم الصبح لقيت صوتها حلو قالت ما أجرب. راحت قدمت على الظهور في برنامج “بريطانيا فيها مواهب” ونجحت. طلعت على المسرح.

سوزان راحت زي ما بتروح أي حفلة ليها أهمية بالنسبة لها. لبست فستان فيه بيلمع، لونه دهبي، وما عملتش شعرها ولا حواجبها. ما صبغتش الأبيض ولا رققت حواجبها. طلعت على المسرح. في ويكيبيديا، قالوا إنها تعاني من تأخر عقلي ما خلاها ما يبقاش عندها السلوك الاجتماعي السليم بدليل إنها لما طلعت على المسرح وبيسألوها إيه اللي فكرك بعد كل ده؟ وح تبهرينا ولا لأ؟ رديت عليهم وإيدها في وسطها وبتتهز من فوق لتحت زي السوستة. سايمون - طبعًا - تنح وعينيه وسعت بس ما علقش.

سايمون نفسه بعد كده قال لها “ح تروحي القرية بتاعتك راسك مرفوعة لفوق ومعاكي تلاتة “ياس” أو تلات موافقات على استمرارك بالبرنامج.”

سوزان، اللي صوتها مذهل فعلاً، ما حاربتش نفسها وقالت “بعد ايه؟” أو “طنشي يا اختي” أو أي حاجة. يمكن قالت لنفسها كده، يمكن اللي حواليها قالوا لها كده، بس في النهاية حاربت ده كله وطلعت على المسرح.

في قصة لسلوى بكر من مجموعتها “عن الروح التي سُرقت تدريجيًا”، كان فيه ربة بيت في منتصف العمر برضه، صحيت الصبح لقيت صوتها شجي، أصابها هي نفسها بالشجن. قالت لجوزها قام اتريق عليها، فكرت تقول للخباز أو بائع الخضار أو الجزار، بس قالت برضه ح يتريقوا عليها.

القصة بتنتهي إنها هي نفسها بطلت تؤمن إن صوتها حلو، وصحيت تاني يوم الصبح جات تغني لقيته أجش ووحش ما يتسمعش.

كام واحدة زي بطلة سلوى بكر؟ وكام واحدة محظوظة زي سوزان بويل؟


أمي لما سمعت سوزان بويل في عز ما الفيديو اتنشر - الفيديو دلوأتي عامل فوق الـ 199 مليون مشاهدة - عينيها دمعت جدًا وانبسطت لها. ماما، الخميسينية اللي الحياة لطمتها فشخ وتعبتها فشخ، فرحت لسوزان اللي حققت حلمها بإنها تغني قدام سايمون وزميليه. يمكن فرحت لإن لسه “الأحلام ممكنة” حتى لو هي قربت / عديت الخمسين؟

يمكن.


سوزان لما وصلت منتصف النهائي لمعوها وصبغوا لها شعرها وجابوا لها فستان شكله غالي أوي، وقالوا لها تغني. محبيتهاش، ما اتفرجتش حتى على الفيديو، حبيتها أكتر وهي تلقائية ومش حاطة ولا ذرة ماكياج وشعرها فيه أبيض ورمادي، عادي جدًا، زي أمهاتنا. سوزان الأولانية بتقول إن أمهاتنا ممكن تحقق اللي تحبه، سوزان التانية بقيت “بتاعتهم”.. بقيت زي أي حد عنده فلوس بالهبل وبيروح للكوافيرة ويدفع أد كده عشان “يعجب”، بينما أنا شايفاها حلوة في شكلها الطبيعي.

….

سوزان عملت سي دي فيه أغنيتها “حِلمت بحلم” ووزع حوالي مليون نسخة، وجابلها ملايين الجنيهات، وبقيت غنية فشخ:D


في أرض تحقيق الأحلام.

….

الحياة ما قتلتش حلم سوزان، يعني مش زي ما بتقول في آخر سطر في الأغنية اللي اتشهرت بيها:

Now life has killed the dream I dreamed



حقد استهلاكي عابر للقارات

$
0
0
في بلاد الرفاهية الاستهلاكية فيها مسيطرة، زي في السعودية مثلاً، ح تلاقي في السوبر ماركت الكبير شوية - مش هايبر، مجرد سوبر ماركت كبير وفيه قسم إضافي مثلا للأجهزة الإلكترونية - ح تلاقي فيه كل حاجة نفسك فيها تقريبًا. بالنسبة للسعوديين واللي بيشتغلوا، فيه فلوس في الموضوع. معاك فلوس تشتري الجبن بأنواعها حتى لو غالية، تجرب أنواع أكل جديدة برة البيت، وتطلب ديلفري زي ما تحب - مش أوي، بس الكونسبت موجود.. 
تقدر كمان تطلب حاجات من المتاجر الموجودة أون لاين. يعني مثلاً متجر آي هيرب.. بتشتري من عليه اللي نِفسك فيه، وبيساعد كمان إن خدمة التوصيل شغالة، يعني خدمة فيديكس أو دي إتش إل أو غيرها، شغالة كويس وما هياش غالية. "ماهياش غالية"دي عشان سِعر الريال السعودي ما هواش متدني أوي بالنسبة للدولار الأمريكي، اللي الشركات دي بتتعامل بيه أصلاً. 
ده طبعًا لو أغفلنا إن البلد دي مفيهاش حريات سياسية ولا عمالية، مفيهاش حقوق أقلية، فيها طبقية وعنصرية بنت ستين وسخة، مفيهاش تأمين صحي والله أعلم بالاجتماعي.. لو معاك فلوس ح تتخدم صح الصح يعني، المستشفيات مجهزة كويس بس تدفع من جيبك آد كده.. فيه شركات تأمين برضه بس بتدفع لهم من مرتبك كل شهر مبلغ، معرفش كبير ولا صغير، بس مش كل الناس تقدر عليه، ده غير إن أصلاً، أصلاً، مرتبات غير السعوديين هزيلة ومضحكة، إلا لو كنت جاي من بلد عالم أول زي إنجلترا أو نيو زيلندا.
هي بلد فيها العِبر، بس لو وطيت راسك وخرست خالص، وركزت على الاستهلاك الآدمي زي الأكل وشِرا اللبس والتسوق المبالغ فيه، والحفلات وتعمل/تعملي شعرك كل شوية تسريحة شكل، ح تعيش مستريح تمامًا، ده لو معاك شغلانة مريحة فلوسها كويسة، أو لو فيه حد جيبه وارم من كتر الفلوس بيصرف عليك وعلى مزاج سعادتك..
....
على الناحية الأخرى من العالم بقا، تيجي تبص للمخروبة اللي عايشين فيها، ح تلاقي إن "الإندومي"أصلا اختفت من السوبر ماركت، ولازم تشقى عشان تجيبها، والمنظومات كلها بايظة، وحتى لو بتشتغل ففلوسك مش مكفياك، ولو قعدت تقول طول اليوم "أحا"على كل حاجة مش منطقية بتشوفها ح تفقد الأحا معناها وإنت نفسك ح تلاقيك مش بتقول غير حرفين طول اليوم: الحاء والألف.. وممكن شوية خاء كمان..
.
.
أيوة أنا باحقد، باحقد أوي، بس باحقد على ايه ومين؟ على السعوديين مثلاً؟ اللي ستاتهم ملهاش الحق إنها تسوق عربية ولا إنها تصوّت في الانتخابات؟ اللي فلوسهم مسروقة جامد مع إن عندهم أكبر احتياطي نفطي في العالم؟ أحا برضه.. بس أحب أحقد.. ايه؟ فلوسهم ح تخس؟ ح يفقدوا شغلهم؟ واتيفر، الحقد من القلب للقلب رسول. اتفضلوا شوية حقد على المسا

يوم 4: انتصارات في نهاية الأسبوع :)

$
0
0
انتصارات برضه :)
رحت السوبر ماركت!
دي أول مرة أدخل سوبر ماركت من حوالي سنة. مكنتش باشتري أي حاجة خالص من برة، باعتمد على التوصيل أو على إن ماما أو حد من إخواتي يجيب لي الحاجات اللي أنا عايزاها. دي مش رفاهية، مكنتش مرفهة، كنت مفشوخة ألم جسدي ونفسي ومكنتش باتحرك. دي الخروجات كنت باخرجها بالعافية!
المهم، رحت السوبر ماركت بعد ما عديت على الخضري. جبت خضار الأسبوع، وحاجة الأسبوع من السوبر ماركت. ملقيتش كل حاجة طبعًا، يعني زبدة لورباك مختفية! وجوانتيات غسيل المواعين برضه مختفية! بالتالي مغسلتش الأطباق، والحاجات اللي غسلتها عشان أطبخ فيها اتقرفت منها فشخ بس تجاهلت المية بين صوابعي وكملت غسيل.
وأنا باحاسب فوجئت إن الحساب أزيد من اللي معايا بحوالي 100 جنيه! واشتريت شاي مشمش بدل بالباشن فروت والخوخ اللي كنت عايزاه! أصلهم كانوا جنب بعض :(((
أنا مبتئسة من الشاي.. أصلي مبحبش المشمش!
المهم، قلت للراجل رجع حاجات كتير عشان الفلوس اللي معايا ما تكفيش، راح قال لي طيب حطي الحاجة تاني في العربية وخدي اللي إنتي محتاجاه بس. حطيت اللي أنا محتاجاه وحاسبت وطلعت برضه فلوس كتيرة فشخ! بس كانوا معايا، وخلصوا على كل اللي معايا!
هو ليه الناس بتدفع فلوس كتيرة في حاجات قليلة؟ وليه الناس ساكتة؟ وليه مش بتعترض؟ ليه مش "كلهم"يعترضوا؟ أنا اعترضت خلاص ومحدش منهم وقف جنبي، هما ساكتين ليه؟
يالا طز فيهم
...
المهم وقفت أطبخ بقا امبارح. في الأول فتحت "الفصول الأربعة"كمزيكا مصاحبة للموقف، بس زهقت فشخ رحت جايبة حلقة الكريسماس من الموسم الخامس من "داونتن آبي".. اتمزجت الحقيقة! وجبت بقية الجزء السادس مع إني حافظاه، وفضلت اشتغل وهو في الخلفية.
عملت 4 وجبات ﻷربع أيام: فراخ بالأناناس ورز للنهاردة، دقتها الحقيقة لقيتها جميلة جدًا وكر يب فراخ، ورقاق طري بالسوسيس، ومسقعة مجرية بالبطاطس طلعت خرا! بس حطيت عليها صلصة الحلو والحامض ولقيت طعمها ظبط شوية.

المهم بعدها ضهري وجعني جدًا رحت مبطلة عزق وتوجهت لميعادي
وبعد كده لما روحت عملت لهم طبق سلطة عملاق، وشوربة عصفور وبقية البطاطس باللحمة وصلصة الحلو والحامض - سويت آند ساور - وكانت لطيفة جدًا وقعدنا ناكل واتبسطنا :)
...
نمت فسيخة وأنا سايبة الموبايل يتشحن والنور شغال، بس من المنوم طبعًا مش من التعب بس :)
إشطة التنين
يوم جديد سعيد عليا
سلام!

عن الهروب والافتقاد

$
0
0
بقالي كتير فشخ مقعدتش على مكتبي، زي ما بقالي كتير أوي مجيتش هنا.
النهاردة صحيت مصدعة أوي. ورايا شغل كتير، في المكتب وفري لانس، وباحمد ربنا إن المكان الجديد اللي مقدمه عليه مبعتليش شغل في الويك إند. 
أكلت ونمت تاني. صحيت بقا متوترة أوي إني ضيعت وقت كتييير في النوم، بس لاقيتها لسه 12 ونص الضهر! قمت أخدت قرصين بنادول وتجنبت القهوة والشاي رغم إني نفسي جدًا فيهم، عشان ما يزيدوش التوتر.
قعدت أوضب في مكتبي. مفتقدة جدًا الحاجات الصغيرة اللي حاطاها عليه، زي الصدفة المقوّسة البني في وردي وبيج، واللي كان جايبها خالو لأمي لما كان تكليفه في الطور، والحجر الأخضر في فوشيا، واللي جابتهولي نهى من مجموعتها اللي كانت جايباها من ألمانيا. وفيه كمان نص حجر قلبه مليان حبيبات صغيرة ملونة شفاف في بنفسجي، واللي أنا جايباه من سانت كاترين..
افتقدت الزهرية الواسعة من تحت وضيقة من فوق، وفي قعرها حجر بيج وبني صغير أوي أختي كانت جايباه من أمريكا، وفيها ورد صناعي عسول أوي جايلي هدية من إسكندرية.. فوق الزهرية، وعلى الحيطة المواجهة لمكتبي، فيه لوح أبيض فلين لازقاه، ومعلقة فوقيه قصاصات ورقية كتيرة أوي وصغيرة مليانة كتابات ملهمة وحلوة باحبها.. حاجات زي: "سلام على أولئك الذين رأوا جدار روحك يريد أن ينقض فأقاموه، ولم يفكروا أن يتخذوا عليه أجرًا"لجلال الدين الرومي، و"إنتي شجاعة أوي، عشان بتتكلمي عن اللي بيحصل معاكي، وبتعبري عن طاقة غضبك"اللي كتبتها لي نهى رضا، و"يبعث الله من يحتضنك في قلبه كوطن صغير، بعيدًا عن تفاهة هذا العالم والسوء الذي يسكنه في كل زاوية"لرضوى عاشور، وغيرها كتير كتير..
.
مفتقدة السكينة اللي المفروض بتحاوطني لما باكون مش ورايا حاجة وقاعدة على مكتبي متنحة للاشيء أو بافكر في مشروع جديد عبثي. مفتقدة إني أبقى "بتاعتي أنا بس"ومش بتاعت حد تاني، لا الشغل ولا أهلي ولا الحبيب المجهول. مفتقدة إني أولع شمع ريحته حلوة وأقعد أسرح في مشاريع جديدة أو اتفرج على فيلم أهرب جواه من العالم والناس والمواعيد اللي ورايا. وحاليًا تكتكة الكيبورد سخيفة جدًا وصوتها عالي ومضايقاني، بس ح يبقى البديل إني اتكتك على كيبورد اللاب توب ورقبتي تتحني وأنا باصة تحت، وتوجعني..
.
جاتلي مجموعة من الشوكولاتات كتيرة امبارح، وطبقين بطاطس معمولين بخلطة جديدة ما توجعش المعدة، بس كان المقابل إني أقعد أسمع لمآسي وأحزان تلات بنات موجوعات. ألمهم على راسي من فوق، بس ده كان المفروض احتفال بعيد ميلادي!! يعني مرح وفنفنة وجري وكل حاجة، بس الحقيقة الجنينة كان زحمة فشخ، زحمة بطريقة بضان أوي يعني، وهما كانوا بيدلدقوا مشاعر وحكايات وحاجات. مقدرتش أوقفهم. دلوأتي الشوكولاتة ملهاش طعم.
.
أنا عايزة أسافر فشخ. عايزة لما أسافر أبعد عن كل مسببات البؤس، بس للأسف فيه جزء كبير منها جوايا، دماغي بتقعد تحرت مع نفسها حتى في النوم، وباصحى / باكون متوترة فشخ ومش قادرة أشتغل. الدكتور قال لي على مهدئ بس خايفة لايبطل يشتغل، زي كل الأدوية اللي قبله. وأقعد أنا محتاسة.
.
يارب أسافر، يارب أهرب، يارب أقدر. ساعدني يارب، ساعدني
4-3-2017

Dear Rachel Green: I like the way you treat your boobs

$
0
0




Dear Rachel Green,
I should introduce myself first: I'm Razan Mahmoud, 30 year-old girl, a writer and translator from Egypt, Cairo specifically.
I like the way you treat your boobs in FRIENDS TV show. Particularly the scenes, at Monica and your flat, in your "home outfits" and.... NOT WEARING BRAS.
...
Dear Rachel,
I'm a 30 year old unmarried woman, who lives in her parents' house, with 3 brothers, 1 sister, and abusive parents.
I was forced to wear bras since I was 10 years old, when my body started to take the girls' shape, and my breasts started to grow and make their appearance. And Hello: they have to be controlled!
I remember, in my girls-only school back their in Mecca, Saudi Arabia, where my parents started their life as a married couple to earn more money to sustain their 5 children during the present and the future. I say I remember in 5th grade, when I was 10 years old, the head teacher took the microphone violently, during the morning inner radio show, from the little girl who was reading the newspapers headlines, and told us, all the school girls, in a sarcastic tone: "I don't want to find your boobs swinging back and forth, wear soutien-gorge for the love of God!"
We all laughed in embarrassment. I felt she was pointing at me from my back, and she -definitely in my child mind- meant how I look. I returned home to my neighbor school-mate, who was absent that specific day, and told her on the doorstep with a very loud voice: "The head teacher said to wear soutien-gorge starting from tomorrow. You should hurry and buy one!"
My mother laughed about that, and in fact hurried, this very busy doctor who works two shifts every day, hurried to any women's clothing store and bought me two. They were TIGHT, not allowing me to breathe freely. I didn't speak out, I thought that this was THE NORMAL.
....

I grew up in a family were words like "cover your body properly" and "it's embarrassing and shameful to let your breasts show like this. Make the headscarf -Hijab- longer to cover them.""What I do about the strong wind, Ma? It makes the Hijab fly and my well-covered-with-layers-of-clothes breasts show. What shall I do?" And my mum would answer firmly: "Put some pins to attach the Hijab with your blouse, so it will not get lifted up by wind." And I did.
...
I grew up to hate the wind, to hate the way people look directly at my boobs not at my eyes, and eventually to hate going out of the house. I started questioning God in a very small age: Why did You create me as a female and not a strong, not-caring-what-people-say-about-his-body boy??
I hated my body, Rachel, and specifically: my boobs.
....
I became older and chubbier. I felt deeply and greatly more ashamed of my body. I got immersed in feelings of depression and anxiety. I tried to kill myself several times for various reasons, but didn't dare to. Till I noticed: Rachel in her home doesn't wear any tight-not-allowing-breathing-normally bras!! Why can't I be like her?

I remembered at once what Mother had said to me and my sister as we were growing up: "It's SHAMEFUL and embarrassing to let your boobs swing freely in front of your brothers and father." What I understood of that was: My brothers and father, the closest men to me in my life, were inherently DANGEROUS and it's unsafe to show my body to them. I have to be "properly" covered even at home, even in a very affected by global warming house. We can't hug each other, I can't wear anything other than "fully covering" my whole body, except for my head, and the area between my hand palms and elbows. That were the only areas that could breathe freely.
....
I write, dear Rachel. I blog and write stories. I wrote a story about a chubby woman, who was in love with a very handsome man. The man disappeared after the police violence that broke out after 2011. He got back, rich and well, to find her very depressed. They got married quickly, and in their wedding night, which would be her first sexual experience, she couldn't get her clothes fully off, because she was really embarrassed by how her body look like. This is me, Rachel, in an imaginative situation. I can't bear the idea that my boobs are fat and hanging loosely without the tight ugly bra. I hate the way I look like.
....
I wrote later on an article, under the title of "When Her Breasts Spoke Out", describing an interview with a married woman who talked endlessly about the harassment she faced: in streets, at home, at doctors' clinics, by the eyes of her own father, etc. The article was very heavy and not an easy before-bed-reading. But I ended it up with a sentence: "I thank my husband, who is SO LOVING and caring. He didn't criticize how I look, who didn't touch me without my approval, he is smiling and supportive all the time. I love him dearly, and I'm empowered by his love and support. I'm given new powers to give the world the middle finger and walk with my head up high, not afraid of anything."
What you don't know, Rachel, is that this girl is me, and the supportive husband is my imaginary loved man, who is very supportive and kind and loving and never sarcastic or humiliating.
..........

I undergo a very good kind of psychotherapy, called the Narrative Exposure Therapy, to talk about EVERYTHING that hurt me or mad me feel good. I love the sessions and deeply respect my therapist, who keeps a very professional and appropriate therapeutic relationship with me. Yesterday, during the session, I broke into screaming and crying. He waited till I calmed down, DIDN'T touch or hug me, and explained to me on a sheet of paper the phases I'm going through in this kind of treatment. I loved that dearly, and I got more confident, that I decided to write to you telling you how inspiring you are, and took of my tight bra and wore a good vest/undershirt under my pajamas, at home. I don't feel ashamed of my body, at least not by the same density that I used to feel. I'm stronger, that if my mother noticed that I'm not wearing any bra, I'll give her a strong piece of my mind. I WILL NOT KEEP SHUT UP AND SHUNNED ANY LONGER.
.....

I'll leave the parents' house soon, but after I find a good job with high pay. I carry a pocket knife with me to any place I go to protect myself against any harassment. I speak out and up to tell other girls that they have every and all the rights in the world to do what they want with their bodies, regarding that they don't hurt themselves. I also encourage every harassed and abused girl to undergo psychotherapy with a good male/female trustworthy psychiatrist.
....
Rachel, I started praying again to God, and asking him to give me strength and to fill my heart with love and light. I travel to where I can sit in front of the sea whenever I feel I want to kill myself. I learnt very recently that my Soul is VERY precious, and cannot be wasted for some dumb coward people. I started reaching again for friends, cutting off those who hurt/had hurt me, and choosing well who to listen to me. I started working out to Youtube videos in order to enhance my physical health. And finally, I accepted how I look.
....
Thanks Rachel, I hope this finds you in a good state of health.
Thanks again.
Keep inspiring!
...
With love:
Razan,
or like I prefer: Rose

P.s.: You are welcome if you wanted me to translate any of my works from Arabic into English :))
31-3-2017
Cairo
31 degrees Celsius.

أول مرة بحر!

$
0
0
أول مرة أنزل البحر النهاردة من ساعة ما جيت من أسبوع!
كنت متهيبة الموقف جدًا ومحبيتش إني أخوض المغامرة، ده غير إني امبارح رحت المستشفى واتعلق لي محلول! كانت تجربة في غاية الفظاعة الحقيقة، والحمد لله عديت على خير :))
النهاردة بقا قلت ح أخلص اللي في إيدي وأنزل البحر. الحقيقة، صحيت رايقة ومش متضايقة أوي يعني، فطرت وقعدت شوية أتصفح الإنترنت اتضايقت! اتقفلت كده واتخنقت. قمت عملت إندومي رغم إني معرفش هل تتعارض مع التهاب القولون وللا لأ، ورجعت أتفرج على فيديوهات تحفيزية. قفلتها وأنا حاسة إني ما استفدتش منها أوي غير إنها طلعتني من مود الخنقة. شيلت الأكل وابتديت أكتب المقالة المتأخرة من أسبوعين.
كتبتها وبعتها، ولسه المسؤول عن التحرير ما ردّش عليا.
المهم، قمت لبست المايوه وأنا مترددة تمامًا.. مترددة فشخ! بس قعدت أزق نفسي، أزققق نفسي، لغاية ما لبست جزمة البحر وأنا عمالة أشكر أخويا في سرّي إنه اشتراها لي، البحر هنا صخري مش رملي، ومقدرش أمشي فيه حافية، أقل حاجة ح أتزحلق أو أتعوّر أو أي حاجة!
رحت وديت هدوم تتغسل في المغسلة، وطلعت على الشط وأنا مكسوفة، بادوّر على المكان اللي شفته من يومين وحسيته فاضي كده مفيهوش حد. عامة الشط كله مش زحمة أوي، أصلًا مش موسم وأصلًا كمان السياحة مضروبة!
وصلت الصخور اللي قبل المية على طول، حطيت حاجتي بحذر في مكان ناشف نسبيًا، ابتديت “أنزل” البحر برجليا: المية ساقعة أوييييي.. يالهوي! المية ساقعععععة ما ينفعش كده!
نزلت لحد منتصف الساق كده، وابتديت أنزعج من البرودة، رحت لحتة تانية فيها شمس، أصلًا الشمس كانت ابتديت تغيب والمباني اللي على الشط حاجباها.. وصلت للمنطقة اللي فيها الشمس وانبسطت شوية.
ابتديت أحاول أخطي جوة المية أكتر. المية مش عالية والموج رقيق أوي، بس الأرض صخرية وأكثر من مرة كنت ح أتزحلق أقع! ابتديت أخطي.. خطوة، خطوة، التانية، أرجع تاني.. الشعور المسيطر الخوف العارم.. خوف وهلع كده غير منطقي، بس حاولت قدر الإمكان السيطرة على أعصابي. هنا اندفعت في دماغي صور سمك القرش وقلت لنفسي ح ألاقي زعنفته طالعة لي من تحت المية دلوأتي، بس نفيت الفكرة وقلت على نفسي سخيفة، لأن سمك القرش مش بيعوم على الشط كده! ده أنا واقفة على الشط والمية واصلة لحد قصبة رجلي بس!
دخلت جوة شوية، خطوتين كمان، وقررت إن كده كفاية بقا. قررت أقعد. ده نشاطي المفضل في البحر: القعاد!
أنا مبعرفش أعوم، محدش اهتم يعلمني العوم من وأنا صغيرة، ولما كبرت شوية نمى لديّ خوف وهلع غير منطقيين من البحر. أنا عارفة سبب الخوف من البحر خصوصًا السمك، وممكن أبقى أعالجه، بس مش دلوأتي! دلوأتي أنا خايفة فشخ وتقريبًا استحالة أدخل في المية أكتر من كده!
قعدت بقا على صخرة انتقيتها بعناية. أول ما قعدت حسيت ببرد شديد جدًا بيهجم على جسمي اللي تحت المية: اييييييه ده!! ما اتفقناش على كده!! بس اندفعت جوايا موجة ضحك عارمة، قعدت أضحك بصوت مكتوم عشان ما يتحولش لقهقهة وأنا لوحدي في المية! قلت الناس اللي على الشط تقول عليا ايه :D
كان فيه بنت قاعدة على حرف زي بلكونة كده في المطعم/الكافيه اللي جنبي، بعيدة حوالي 100 متر مثلًا -وأنا والله ما أعرف 100 متر دي تطلع أد ايه، بس أهي رقم كبير وخلاص!- تطلعت نحوي بفضول لما قعدت أضحك مع نفسي. طنشتها وقعدت أكمل ضحك، ولما بصيت لها تاني لقيتها مش بتبص ناحيتي. إشطة مش ناقصة حد!
قعدت بقا “أعوّم” دراعاتي وأخلق موجات صغيرة، إضافة للموجات الرقيقة اللي كانت جاية مع الهوا في البحر نفسه، كذا مرة كنت ح أتقلب بس كنت بامسك نفسي، والمية وصلت لحد رقبتي في مرتين، وأنا بقا مرعوبة ما أحبش أبدًا المية تلمس وشي، ومرعوبة فشخ لو دخلت في وداني! يا خراااابي! ده قمة الرعب بالنسبة لي!
بعد ما موجة الضحك خلصت، ابتديت موجة الأفكار التفاؤلية تيجي لي: ح أدوّر في المكان الفلاني على الإنترنت وألاقي شغل، إن شاء الله ح ألاقي شغل بفلوس كتيرة أوي. ح أكلم فلان وفلان يلاقوا لي شقة، ولازم فيها مية حلوة عشان المية المالحة جابت أجل عينيا وبشرتي وبطني خلاص -ما بشربهاش، أنا مش غبية! بس باغسل بيها المواعين وزهقت بقا من الإسهال!- وقعدت أقول ح أتصل بالناس، واحتمال كمان أكلم أخويا اللي جاب لي جزمة البحر وأشكره عليها وأنا باضحك، مع إني عارفة إنه ح “يبيض” عليا ويقعد يقول مسافرة لوحدك ليه إلخ إلخ وبقية الكلام الفارغ ده.
فضلت مبتسمة كتير كتير، وبعد كده ابتديت أرفع جسمي على إيديا وأحاول أعوّم رجليا. طبعًا كنت ح أتقلب أول مرتين، واندفعت في ضحك عنيف برضه، بس وزنت نفسي بعدها. فكرت أدخل جوة شوية في البحر وأنا على الوضع ده: ماشية على إيديا! بس طردت الفكرة على طول، لخطورة الصخور على إيديا العاريتين، واحتمال إني اتقلب في أي لحظة!
حينها فكرت: ليه ما أتعلمش العوم؟ وأهي تبقى فرصة كويسة يعني، خصوصًا إني قريت إن السباحة مفيدة لعضلات الضهر المتألمة. فكرت أسأل تعليم السباحة هنا بكام، وأحاول أحوّش لها وكده.. يارب أصلاً ألاقي شغل بفلوس كتيرة أوي أوي يعني :))
شوية وابتديت الأفكار الغامقة تهجم على دماغي.. مش قادرة أحدد دلوأتي ماهية الأفكار دي، بس أهي عكننت عليا وخلاص. قررت بقا أطلع من المية أحاول أنشف، لأني ابتديت أبرد جدًا.
طلعت وقعدت على الشط شوية، قلعت جزمة البحر وفضيتها من المية. ركنت على صخرة كانت ورايا وبصيت للسما، لقيت القمر شبه مكتمل وطالع من ورا الجبال اللي هيا المفروض السعودية! قلت لنفسي لما أتعلم العوم ح أوصل للجبال دي، بس أرجع قبل ما يطلقوا عليا نار عشان داخلة المياه الإقليمية بتاعتهم!
كان نفسي يبقا معايا كاميرا أصوّر بيها القمر هناك، أو أصوّرني وأنا قاعدة كده ساهية ومش خايفة. دب فيا النشاط فجأة قلت ح أتمشى، أصلاً الدكتور واصف لي التمشية!
لبست الجزمة تاني وأخدت حاجتي وطلعت أتمشى. حلو؟ لأ مش حلو :D
اللي حصل إني أخدتني الخفة وابتديت أتمشى أبعد عن الكامب. قعدت أشوف الجمال في كل حاجة حواليا: شجر الورد، البسين، الناس اللي راكبة عجل، الأطفال الأجانب الصغيرين أوي وقاعدين ياكلوا جوافة ببذرها، الأسرة اللي ستاتها محجبة وقاعدين على البحر ياكلوا، بنت صغيرة أجنبية سألتها الساعة كام وريتني الساعة ومعرفتش تقراها.. الجبل كان قرّيب وكان مثير جدًا إني أوصل له، لولا إني ابتديت أحس بالبرد وبالرغبة في دخول الحمام، وقلت خلاص ح أروح.
لما طلعت من الممشى عشان أدخل الشارع الموازي ليه، الشمس كانت اختفت تمامًا، والرياح اشتدت.. بقى يا مؤمن طول اليوم مفيش هوا والشمس شديدة والدنيا حر فشخ، ولما تغيب تبقى الرياح شديدة؟ 
حسيت ببرد عنيف، حطيت الفوطة فوق كتافي ودراعاتي، واتمنيت لو كنت لابسة مايوه من اللي بينطر المية، مش تيشيرت قطن وبكمام طويلة كمان! التيشيرت شارب المية تمام، ومبردني جدًا فشخ يعني!
أكتر فترة حسيت فيها بالنقمة لأن الكامب بعيد للدرجة دي، وأكتر وقت حسيت إني نفسي لو كان معايا جاكيت تقيل جدًا عشان البرد الفشيخ ده! قررت أسأل الناس بتشتري مايوهات منين وأشتري لي مايوه مافيهوش بلوزة قطن، ويكون على مقاسي لأن مقاسي صعب ألاقيه.
فضلت أمشي، وأمشي، وأمشيييييييي.. زهقت بقا واتمليت برد مش قادرة يا جدعان مش قادرة!
أخيرًا وصلت الكامب.. أخيرننننن! الحمد لله
دخلت استحمى بقا وغسلت المايوه.. أغسل المايوه من المية المالحة بمية مالحة؟ ايه المنطق يعني؟ :D
بس قعدت آكل جبنة بالطماطم، كانوا ألذ جبنة بطماطم أكلتها في عمري كله الحقيقة :)) وقعدت أتفرج برضه على “سك على بناتك”، وأفكر إني طول ما معايا المسرحية دي مش ح أزهق أبدًا :))
بس، الحمد لله يعني..
أول مرة بحر وتقريبًا آخر مرة ح أنزل فيها في البرد السخيف ده!
9-5-2017
Viewing all 362 articles
Browse latest View live