اليوم - الذي شارف على الانتهاء بعد 6 دقائق - 10 سبتمبر، اليوم العالمي لمكافحة الانتحار أو للتوعية ضده، حسب الترجمة التي تروق لك.
للأسف أجّلت كثيرًا جدًا الحديث حول هذا الأمر.
منذ عامين، تحديدًا في 2016، بدأت التفكير جديًا في الانتحار. لم يكن "ما ننتحر بقا ونخلص؟"وأصرف الفكرة، بل جاءت فجأة وركبت عقلي. أذكر أننا كنا في أول رمضان، وأنني لم أستطع الصيام أو الامتناع عن المياه تحديدًا، لم أعرف السبب الطبي حينها، لكني كنت متألمة جدًا جدًا، حلقي جاف وروحي تعاني من عذاب بالغ: لم أفهم لماذا لا يمكنني الإفطار ولا ماذا يحدث لي.
فجأة احتلّت هذه الفكرة كل عقلي وتفكيري وإحساسي. لم أعرف ماذا أفعل ولا كيف أتصرف، لم أستطع حتى الخروج من الغرفة أو فتح الباب وطلب المساعدة. كنت على وشك الصراخ، تمامًا وجدًا، لكن بسبب التربية المتحفظة التي تلقيتها، والتي تلغي تمامًا أي تعبير عن المشاعر لا بالسلب ولا الإيجاب كأننا طوب بناء، لم أستطع. كان عقلي يكافح للتحرر وفكرة الانتحار تلحّ بقوة وروحي متألمة بقسوة ولا أستطيع البكاء.
في النهاية، اتصلت بالطبيبة التي كنت أتابع معها، آنذاك.
كانت طبيبة غريبة جدًا، لم تفدني بشيء، وضرّتني أكثر مما أفادتني. أذكر أنها كانت متكتمة جدًا حيال حياتها الشخصية حتى إنها صُعقت عندما عرفت أنني أعلم بزواجها! ليه هو الجواز عيب؟ هل سأحسدها مثلًا؟
اتصلت بها وسألتها ماذا أفعل، أريد الانتحار حالًا، سأرمي نفسي من الشباك.
قالت لي ردودًا متخلفة على غرار "اسمعي مزيكا بتحبيها لمدة ساعة وبعد كده كلميني تاني"وحددت لي ميعادًا في اليوم التالي، قلت لها لن أعيش لليوم التالي. حينها اقترحت عليّ المستشفى، حيث تعمل.
الفكرة العلمية الجافة تقول إن من يفكّر في الانتحار الأفضل له أن يوضع داخل المستشفى، تحت المراقبة الطبية حيث تُبعد عنه كل الأدوات الحادة، ويُعطى مهدئًا قويًا حتى يهدأ نوعًا، ثم تبدأ جلسات العلاج بالكلام.
هذه "الفكرة العلمية الجافة"كلفتني من صحتي النفسية وإحساسي بالأمان أكثر بكثير جدًا مما كان سيحدث لو كنت انتحرت، أكثر بكثير مما استطيع احتماله، حتى الآن، حتى بعد مرور عامين ومع العلاج القوي مع طبيب شاطر جدًا، ما زالت تلك الفترة "مكانًا مظلمًا جدًا"لا أستطيع دخوله لا وحدي ولا مع صديق لطيف ولا بحضور الطبيب.
كان المستشفى، الأغلى في الشرق الأوسط، الذي انحرفنا إليه في طريقنا للمستشفى الآخر الذي تعمل به الطبيبة، بسبب تفضيل أخي الأوسط الذي كان "يقود السيارة حينها"لأنه سمع أنه الأحسن، وخالف تعليمات الطبيبة، كان جحيمًا. أحيانًا أفكّر أن أحداثًا كثيرة جدًا وآلامًا كنت سأتجنبها لو لم أسلّم أمري لمن كان عليه الدور في قيادة السيارة، في أي وقت من حياتي، بالمعنى الفعلي والمجازي.
والجحيم، في تلك الحالة، سأختصره جدًا جدًا إلى جملة واحدة فقط: توقعت المعاملة الحسنة ففوجئت بعكسها تمامًا، توقعت التفهّم والأمان ففوجئت بالاحتقار والتعالي السخيف، توقعت أن ينتبهوا للمرضى تحت أيديهم لكن أسوأ من الكوابيس كان يحدث.
مصير لا أتمناه على أي إنسان لو أمكن تجنبه. مع العُصاب، أي الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري، يكون المريض واعيًا بحالته وبما يفعل، ويمكن بشيء من التوجيه أن يتجنب إيذاء نفسه. لكن مع الذُهان، للأسف، مثل الفصام، يستدعي الأمر في كثير من الحالات أن يوضع في المستشفى لضمان ألا يؤذي نفسه أو الآخرين، ومن أجلهم قلبي ينفطر.
.
أتحدث بهدوء شديد الآن، أسمع دندنات على العود وأزيز المروحة، أكتب بهدوء يقترب من الملل، لكن الأمر استغرقني سنوات، وقتًا طويلًا جدًا ومحاولات مضنية، للتحسن.
.
ما كان في ذهني ساعة أن اتصلت بالطبيبة، فكرة صغيرة جدًا ملحّة لا يمكن صرفها بسهولة، تقول "ما يمكن فيه حل تاني غير ده؟ يمكن فيه حياة تانية غير دي؟ يمكن فيه واقع تاني، أكتر جمالًا وإنسانية، من ده؟"
وفكرة "الأشياء الجميلة جدًا"التي قد تفوتني، يا سيدي الفاضل، تعذبني جدًا أكثر من الرغبة الملّحة في الانتحار.
للأسف عشت جزءًا كبيرًا من عمري محرومة من الجمال: طفولة بائسة، ليس بها لعب إلا قليلًا جدًا، أشياء نادرة مبهجة يمكن الحرمان منها بكل سهولة، الطعام قليل ومصاريف الدراسة نحصل عليها بشق الأنفس، لكن الأسوأ: الصرامة والحرمان من المشاعر.
لم يكن متاحًا لنا التعبير عن مشاعرنا، تحت أي مسمى ديني أو أخلاقي أو أنه "لعب عيال ومسخرة".. كبت قوي جدًا، أقوى من الجدران التي يمكن أن تنهدّ بسهولة واضحة تحت زلزال 92 أو توابعه، أحدث شروخًا عنيفة في روحي لكن بعدما شارفت على الثلاثين.
الآن، بعد عامين من تلك الواقعة، لاحظت أن أكثر جملة أقولها لأصدقائي مؤخرًا لأصف بها منزل أهلي "مفيهوش ضحك". الحقيقة هو مفيهوش أي حاجة خالص، لا مشاعر حلوة ولا وحشة، حتى الزرع يموت هنا.
في رمضان البائس ذاك، عذبتني فكرة أنني لا أستطيع الإفطار لأن ربنا سيلقيني في جهنم حدف. من أين أتتني هذه الفكرة؟ من كل المحيطين بي، من تربية وسخة وثقافة مجتمعية أوسخ. ربنا نفسه أعطانا الرخصة للإفطار في حالة المرض أو عدم الاستطاعة، نسحبها نحن من بعضنا تحت أي مسمّى بالضبط؟
عذبتني جدًا فكرة أن ربنا غضوب جدًا وقاسي ولا يرحم، وسيقذفنا كلنا في النار مهما فعلنا. كان بداخلي تساؤل: طالما خلقنا ليعذبنا ويلقينا في النار في النهاية، ما الهدف من الخلق؟ ما الهدف من الحياة نفسها؟ وكيف أتيت لهذا العالم، لربّ يتمتع بقسوة لا نهائية؟ ما الذي فعلته يعني كي يخلقني ويستمتع بإلقائي في النار؟
أكرر "عذبتني"في وصف وقع هذه الفكرة عليّ لأنها كانت تنهش روحي نهشًا: كل قطعة تنسلخ من روحي تترك مكانًا داميًا ولا يلتئم. كان الألم فوق الوصف، عصيّ على الكلمات وعلى التحمّل.
.
الآن، في 2018، لم أصم أي يوم من رمضان الفائت، ولم أشعر بأي ذنب. لديّ عدة أسباب طبية يستحيل معها الصيام وإلا تعرّضت لأذى جسماني عنيف ربما يصل للغيبوبة. لا داعي أصلًا لأن يكون الأذى الواقع عليّ من الصيام عنيفًا أو مفضيًا للوفاة، يكفي أن نعرف أن ربنا سمح لنا بالإفطار، خلصت خلاص.
وقت أن أخبرني طبيب الباطنة بأنني لا يمكنني الصيام وضحك وعلّق "بتضحكي على مين؟ على ربنا؟ لما تخّفي يبقى عوّضي!"وقال إنه هو من فرض عليّ الصيام والمرض وأعطاني الرخصة! باخدع مين بقا؟
وقت أن قال لي هذه الكلمات، بتلك الخفّة وهذا الضحك، شعرت بامتنان هائل: انفتحت السماء فجأة ورأيت ربنا، رأيت جزءًا من رحمته وعدله ولطفه، وأنه طيّب جدًا ولا يحبنا أن نتعذب، لم يخلقنا لأجل ذلك.
سأظل عاجزة عن شكر هذا الطبيب كما يجب، ولا أستطيع التعبير عن امتناني له ولكلماته. ربنا موجود في الرحمة التي يظهرها الآخرون تجاهنا، وليس أجمل من الرحمة.
.
.
بعد مغادرتي للمستشفى، مكثت قرابة الشهرين أتابع الجلسات مع المعالجة النفسية التابعة لذلك المشفى، وهي الشخص الوحيد العِدل في تلك المؤسسة البضان كلها. لم تنفعني كثيرًا، خاصة أنها كانت بعيدة وثمن جلساتها مرتفع جدًا، والعاملين في مكتب الاستقبال ينظرون لي بريبة سخيفة كلما جئت للدفع. توقفت. سقطت في اليأس تمامًا، وحاولت الانتحار، ثانية.
بعدها، ذهبت لطبيب عرفته قديمًا، كنت أزوره في مكان سابق لكنه استقال منه ثم افتتح عيادة خاصة. ذهبت إليه لأنه أبدى بوادر تدل على أنه "شخص بيفهم". ذهبت له بتلك الفكرة "ما يمكن..؟"
سألني مدهوشًا عندما عرف أنني أفكّر في الانتحار جديًا "طب ليه جيتي؟"أجبته "نوع من الرصاصة الأخيرة في الماسورة، لأنه يمكن، يمكن تصيب المرة دي."
وكان هذا أروع قرار اتخذته في حياتي كلها.
.
سأظل أشكر الطبيب وأقول إن لولاه، وقد ذهبت لـ6 آخرين قبله، لما كنت هنا، حرفيًا، وسيظل خجلًا لا يعرف أين يخبّئ وجهه، مبتسمًا يقول "لكن ده إنتي، ده شغلك إنتي، فيه ناس كتير بتخضع لنفس البرنامج [العلاج بالتعرّض السردي] ومش بتعمل اللي عليها ومش بتستفيد منه، لكن إنتي بتحاولي قدر طاقتك، وبتنجحي. إوعي ما تكونيش شايفة ده! إنتي بتنجحي."
وأقول له إنني أراه الآن وأعرف وأومن وأشعر بأنني، بشكل ما لا يمكن تفسيره ولا تصديق جماله، أنجح.
.
بعد عام ونصف على محاولة الانتحار الأولى، وبعد مرور 6 محاولات جادّة لإنهاء حياتي التي كانت مفرطة التعاسة، توقفت.
في ديسمبر الماضي، أي منذ ما يقرب من 10 أشهر الآن، ألقيت بالدواء السامّ في سلة المهملات، نويت ألا أحاول ثانية، خلاص مبقيتش عايزة.
كانت قد انفتحت لي سكّة جديدة: حياة جديدة في بيت جديد، اخترعها بنفسي، أضع تفاصيلها بنفسي، أصنع طعامها وأزيّن حوائطها بنفسي، أنام وقتما وكيفما يعجبني وأستيقظ لأفعل الأشياء التي تروق لي. أضحك بصوت عالٍ، أشاهد أفلامًا جميلة تضحكني فأضحك بصوت عالٍ جدًا، يأتي الكريسماس فأظل لعشرين يومًا بعدها أشاهد كل أفلامه المعتادة والمكررة والقديمة والجديدة، أحتفل به وحدي وأزيّن شجرته وسط كراكيب الانتقال للبيت الجديد، وحدي. سيأتي طفل في الخامسة، مع أبويه لمساعدتي في التركيب والنقل وتعليق المكتبات، وسيعجب جدًا بالشجرة وينبهر بها، وسيظل يسمّيني حتى الآن "روز اللي عندها كريسماس"، ويحتضنني عندما يقابلني بعدها بشهور طويلة، ويتذكرني. سيحتضن البيت الجديد بجدرانه التي تحتفظ بالحرارة بشدة، كحضن هائل في الشتاء وفرن لتذويب الحديد في الصيف، كل مشاعري، فأبكي بقوة عنيفة عندما توفّي معلمي الأول والأكبر والأجمل، وسيشهد غداءات وإفطارات مع أخي الأصغر الذي تحسنت علاقتي به كثيرًا بعدما انتقلت، ومع أصدقاء كثر مفرطي الجمال والبهجة. سيدعني أكون أنا، كما أنا، تمامًا.
لأجل هذا تحديدًا، توقفت عن محاولة الانتحار.
رأيت الجمال: عرفت أنه موجود ويمكن الحصول عليه، يمكن خلقه، يمكن التمتع به. كانت كل الأحاسيس جديدة جدًا عليّ: فالقهوة لها مذاق مختلف، نفس البنّ ونفس التحويجة لكن لساني اختلف، الطعام البسيط الخالي من اللحوم -لضيق ذات اليد- أعزّ وأجمل من كل الموائد التي كانت تقام بسدّة نفس وعصبية ونرفزة، الأفلام القديمة العبيطة مضحكة أكثر، الملابس التي كانت تتعرض لسخرية لأنها تظهر جسمي الممتلئ، أصبحت أجمل بشيء من التعديلات، بل أصبحت أكثر غواية، بعدما تصالحت مع شكلي الذي يبدو أنه سيكمل معي المشوار لعدة سنوات قادمة. حتى الأصدقاء: صاروا أكثر قربًا ودفئًا وابتهاجًا، وصرنا نسامح بعضنا أكثر، ونتقبل أنفسنا وبعضنا، كما نحن بلا رغبة في التعديل، لأن التعديل شيء بضان والله.
.
ما زال الاكتئاب مستمرًا معي، خاصة أنه مصحوب باضطراب كرب ما بعد الصدمة، الذي هو من أسوأ الاضطرابات العُصابية التي قد تصيب المرء، لأنه مثل مبنى هائل: يجمع بداخله كل الأمراض والاضطرابات الأخرى التي تحيل حياة المرء لجحيم معاش بسهولة فائقة. لم أشف تمامًا بعد، وللأسف بسبب ظروف كثيرة قهرية تمامًا عدت للحياة في بيت أهلي.
سقطت في بئر سحيقة ظننت ألا مخرج منها، بعد شهرين من عودتي لبيت الأهل. عادت لي كل المشاعر السيئة التي كافحت شهرين لمنعها عليّ: كل إحساس بأني لا أستحق ووجودي غير مهم، كبت المشاعر والخنقة والسخرية، التجاهل والمزايدة، السخرية من الألم والمزايدة "ما غيرك عايش في عيشة أسوأ من دي وما بيشتكيش!"كأنما أنا مطالبة بتحمّل ظروفي السيئة وظروف غيري أيضًا!
كل هذا أسقطني فجأة، لكن، وربما مثلما في كل مرة، أنقذت نفسي، وأنقذني الأصدقاء.
سأظل ممتنة للأبد، مدينة دينًا مرهقًا لا فكاك منه تقريبًا، لكل من رؤوني في تلك الفترة وفترات سابقة، رؤوا ألمي وروحي المفتوحة بفجواتها القبيحة النازفة، ولم يشمئزوا، لم يرحلوا: فقط ظلّوا هنا، من أجلي.
أمس اتصلت بصديقي المقرّب وكنت أشتكي له من أمر ما يؤذيني بشدة. لم أنتبه إلى أنني أصرخ في الهاتف، في وجهه، وأنني أخبرته بأشياء من ماضيّ مؤلمة جدًا. لم أنتبه إلا حينما لاحظت تعرّقي الغزير ورجفة ساقي اليسرى، وهدوء صوته وهو يسألني عن أمر دقيق جدًا استدعى تركيزي، فهدأت.
يقول لي ألا اعتذارات بيننا، يكررها كثيرًا لأنه يبدو أنني أعتذر أكثر مما أتكلم، لكن هل يعرف أنني سأظل ممتنة له لعشر حيوات قادمة، فعلًا؟
.
أسقط وأنهض، أسقط كثيرًا جدًا وللأسف أنهض. ما زال الألم مستمرًا، ما زالت أصعب فترات يومي هي النهوض صباحًا من الفراش: كيف أنزل ساقي على الأرض؟ خارج الفراش صعب وقاس ومؤلم، مليئ بالأخطار التي لا أستطيع مواجهتها، السرير هو المكان الوحيد الآمن حاليًا، ولو غادرته لن يعود كذلك، ولن يبقى لي مكان آمن في كل هذا العالم.
أستغرق قرابة الساعتين، وفي بعض الأحيان 4، للتخطيط من أجل الاستيقاظ: ماذا سأفطر وكيف سأتناول قهوتي، ماذا سأشاهد وأنا أفطر، يجب أن يكون شيئًا مهدّئًا ويفضّل مكررًا ومعادًا لأني لا أريد مفاجآت صباحية. أعيد السيناريو في رأسي مرّات عديدة كي أطمئنها، وبعدها أغادر.
ما زلت لا أستطيع العمل تمامًا: عجز عن التركيز، شعور بالدونية والضعة، إلى جانب أشياء أخرى، تجعلني غير قادرة عن الكتابة أو الترجمة. كم تمنيت لو أن عملي لا يتعلق بالتفكير أو الإبداع! ربما لاستطعت الحفاظ عليه وعلى دخل معقول، الآن.
أكافح من أجل كل شيء، وأحاول، والمحاولات غير مثمرة في أحيان كثيرة جدًا لأن طاقتي قليلة جدًا ومنعدمة في أغلب الوقت، لكن، حتى الآن، لن أحاول الانتحار ثانية: كمن ذاق الحشيش الجيّد مرة فطلب المزيد، ذقت الحياة الحلوة، مرّة واحدة، وأنا بالتأكيد أريد المزيد، الكثير جدًا منها، جمالًا لا ينتهي.
.
روز
القاهرة، 11-9-2018